المحطة الزرقاء في رد عنيف على الشاشة البرتقالية: الإبراء المستحيل بلوه واشربوا المياه الآسنة التي نشأت عنه
في موقف يحمل من الدلالات السياسية ما يؤشر لبداية مرحلة جديدة من العلاقة بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وليس بعيدا من خيوط العلاقة مع رئيس الجمهورية ميشال عون، رد تلفزيون المستقبل بموقف حاسم وحازم على ما اعتبره ” بمحاولات التفرقة الرخيصة التي تضمنتها مقدمة تلفزيون ال “أو تي في” في أول موقف رسمي على الحملة الممنهجة التي تشن على رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، الأمر الذي من شأنه فتح السجال مجددا على العناوين التي تمترس خلفها التياران الأزرق والبرتقالي، خصوصا تلك المتعلقة ” بالابراء المستحيل”. في وقت لم تهضم فيه قيادات المستقبل ولا الرئيس الحريري ردات فعل رئيس الجمهورية خلال الجلسة الأخيرة التي ترأسها في بعبدا والتي اعتبرها مصدر مستقبلي لليومية بإنها تجاوزت صلاحيات رئيس الحكومة واستفزت الشارع المستقبلي وخدشت مشاعر جمهور عريض من اللبنانيين إزاء الحرص على النظام الديمقراطي وحق أي مكون من مكونات الحكومة بالتعبير عن وجهة نظره تجاه القضايا المطروحة للنقاش في جلسة مجلس الوزراء، وبالتالي التصرف بمنطق لم تعهده الجلسات الحكومية حتى في عهد الرئيس الأسبق للجمهورية العماد إميل لحود الذي كان ينفذ أجندة سورية بامتياز خلال ترؤسه بعض الجلسات الحكومية بحسب المصدر الذي أوضح ” اننا كتيار مستقبل قدمنا تنازلات وانجزنا تسويات دفعنا ثمنها غاليا لا لكي نصل الى هذا الاستخفاف بالتسوية التي حصلت من اجل انهاء حالة الفراغ وانقاذ ما تبقى من مؤسسات، معتبرا ان المساس بالرئيس السنيورة هو مساس بكرامتنا ووجودنا وهذا لن يمر.
فقد جاء في مقدمة تلفزيون المستقبل :” ما يجمع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بالرئيس فؤاد السنيورة، قضية وطن وشعب، وتاريخ من النضال المشترك في الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله وحريته. تاريخ في الدفاع عن مصالح لبنان واللبنانيين. تاريخ قائم على ارث الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكل ما يمثل، لكن يبدو ان البعض يريد ان يتناسى هذا الامر.
بالأمس طالعتنا محطة ال”أو تي في” في نشرتها المسائية بكلام تضمنته مقدمتها الاخبارية لا يمكن وصفه الا بمحاولات تفرقة رخيصة هي من نسيج خيال من كتبها، وهم يعرفون تماما انها اضغاث احلام. فالذين يشرفون على سياسات المحطة العليا والسفلى جعلوها تتولى دورا لم تكن بحاجة اليه.
فؤاد السنيورة اليوم هو “تيار المستقبل”، وهو الحزب والموقع، وهو رئاسة الحكومة، وهو الطائفة التي يمثلها اذا شئتم. فؤاد السنيورة رمز لرجل الدولة التي دافع عن مصالحها ولم يبع هذه المصالح في سوق النخاسة الاقليمي لقاء جوائز ترضية في هذا الموقع وذاك.
فؤاد السنيوة كان ولم يزل خط الدفاع عن حقوق الدولة وسيادتها وقرارها المستقل ولم يقدم حقوق الدولة هدايا مجانية للمحاور الاقليمية. الذي يتطاول على فؤاد السنيورة يتطاول على الرئيس سعد الحريري وعلى كل ما يمثله السنيورة في تاريخ الحريرية السياسية.
أما “الابراء المستحيل”، فيمكنهم ان يبلوه ويشربوا المياه الآسنة التي نشأت عنه. تقديم ل”حزب الله” أوراق اعتماد جديدة للمعارك السياسية المقبلة. هذا شأنكم. أما شأن فؤاد السنيورة ومن معه، فيبقى الدفاع عن مصالح الدولة وحماية لبنان من سياسات عشوائية، لا وظيفة لها، سوى توريط لبنان والدولة، في معارك وهمية.
اليومية
