أوقفوا مهزلة “العنصريّة” في لبنان!
عادت كرّة “العنصريّة” والعنصريين من جديد. في نظر بعض من الرأي العام في لبنان أنّ مَن يضبط نازحاً سورياً أقدمَ على رشق سيارة للدفاع المدني بالحجارة بحجة الإنزعاج من تأخرها في الوصول لإخماد الحريق، عنصريّ ومتطرّف و”ما بيسوى”.
هذه المرّة، أتى الإتهام من نصيب محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر وأهالي دير الأحمر. لماذا؟ لأنّ المحافظ أوعز باتخاذ الإجراءات اللازمة وتجنّب وقوع قتلى وجرحى عبر منع تجوّل النازحين السوريين في المنطقة، ولأنّ الحادثة أشعلت غضباً كبيراً وصل إلى حدّ “الدعوات لحرق مخيّمات النازحين” كما ذكر خضر في تغريدة على “تويتر”.
على هذه المهزلة أن تنتهي قطعاً أينما وُجدت وعن أيّ لسان صدرت. يُصدر نائب موقفاً حول النازحين فيُتَّهم بالعنصرية. تغرّد فنّانة فتنهال عليها الشتائم وتتَّهم بالعنصرية. يكتب صحافيٌّ محتجّاً فتُدار ضدّه حملات التشويه والإستهداف ويُتَّهم بـ”اليمين المتطرّف” أو مجدداً، بالعنصريّة… كأنّ الأوّل تُهمة، وكأنّ للثانية معنىً أصلاً.
ماذا تريدون؟ أن تقع مجزرة في دير الأحمر بين الأهالي والنازحين وترك الأرض سائبة كي لا يُقال عنصريٌّ عن أحد؟ أو أن تقف القوى الأمنية متفرّجة على تحطيم سيارة الدفاع المدني وتكسير زجاجها من قبل نازحين يحملون الأسلحة؟
أقلامٌ مُجيَّشة ومُجنَّدة وأسماء ممّن لا تسمع عنهم إلاّ للنطق بالمنطق نفسه في كلّ مرّة، في حين أنّ لبنان احتلّ المكانة الأولى عالمياً في استضافة العدد الأكبر من النازحين السوريين على أرضه ديموغرافياً وجغرافياً، ولم يسبق أحدٌ إعلامَه وإعلاميّيه في الإضاءة على الواقع الإجتماعي والمعيشي الذي يعاني منه النازحون منذ العام ٢٠١١، ومع تفاقم الحرب السوريّة، حتى اليوم.
أوقفوا هذه المهزلة المُسمّاة “عنصريّة”، وكفّوا عن هذا الهوَس بمفاهيم لا وجود لها ولا أرضيّة… بعدما أصبحتم غرباء في بلدكم أكثر من النازحين.
ريكاردو الشدياق / MTV
