ثورة رفيق الحريري ثورة تحرير واعمار
بقلم الحاج محمد أحمد ياسين*
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ
عندما نسمع بكلمة ثورة، يتبادر فوراً والى الأذهان، صورة القتل ،والخراب ،والدمار ، والشغب. ولكن ينسى البعض ، بأن الثورة ممكن ان تكون سلمية ولاعنفية ومن دون إراقة قطرة واحدة من الدماء ، ومع ذلك تُحدث التغيير والإصلاح والهدف المنشود.
فثورة اللاعنف التي تدل على أسلوب ونهج الشخص والقائد في الحياة . الثورة هي الأسلوب والنهج الذي يتبعه قائدها وصاحب الفكرة لتبيان الحق ودحض الباطل ، وهذا ما قام به الشهيد رفيق الحريري خلال فترة حكمه السياسي في البلاد .
فثورة رفيق الحريري ، كانت تحريرا ، وإنتاجا وتعميرا …؟
فحرر الفكر والعقل من التبعية والتسلط والظلم ، وكذلك شجع القطاع الخاص ، من خلال تشجيع الإستثمار ، والإنماء المتوازن وتحديث مؤسسات الدولة.
وفي الذكرى ال ١٦ لغياب رجل الدولة الفذ الشهيد رفيق الحريري ، أُريد ان نستذكر ، ونُذكّر ببعض الأمور ، علّ هذه الذكرى تُرجع بعض أصحاب العقول الضعيفة الى طريق الصواب .
فلنذكر صبية الإصلاح والتغيير ، بأن رفيق الحريري استلم وطنا وبلدا مدمّرا كلياً، فلا بُنى تحتية، ولا كهرباء، ولا هاتف ولا ماء ، ولا مدارس او جامعات، ولا مطار ، ولا أسواق تجارية … وغيرها ، وكل ذلك بفضل حروبهم العبثية من الإلغاء والتحرير وغيرها الكثير والكثير ؟
فلنُذكر القتلة والعنصريين الجدد، بأنهم هم أنفسهم من عرقلوا ، وتآمروا ضد مشاريع رفيق الحريري ، وهم من تصدوا لها ووضعوا العصي في الدواليب، بحجة حقوق الطائفة وغيرها من الحجج الواهية.
فلنُذكر صبية الأمس والعنصريين الجدد، بأن الإصلاح والتغيير، لا يُفرض بالقوة وبمعادلة أنني أنا القوي وعليكم اتباعي ، ولكن القوي هو من يُدرك ان الكلمة الأخيرة للناس وان يحكم باسم الشعب، وان القوي هو من يطرح مشروعاً وطنياً ، ويُحدث تغييراً جذرياً في المجتمع.
فلنذكرالصبية والعنصريين الجدد، بتاريخهم الأسود، كسواد قلوبهم ، من حروب التحرير والإلغاء ، التي جلبت على لبنان الويلات والدمار والخراب والتهجير لأهله.
نُذكر هؤلاء الصبية الصغار ، ان رفيق الحريري حكم البلاد على أساس ، الدين لله والوطن للجميع، والمعيار هو الحرية والعدل والمساواة بين جميع ابنائه .
أما انتم تحكمون على أساس ، أنا الأقوى وبدي حقوق الطائفة وبدي وحدة المعايير …؟وبفضل هذا التفكير وبدل الإصلاح والتغيير ، أوصلتم البلد على شفير الإفلاس والفشل والتدمير ؟ وعلى قاعدة انا إحترقت، فليحترق البلد ومعي الجميع ؟
نُذكر صبية العهد ، ان فترة ال ١٥ عاما من حكم وعند استشهاد رفيق الحريري في العام ٢٠٠٥ ، كانت الديون لا تتجاوز ال ٣٧ مليار دولار ، واليوم زادت ٣ اضعاف نفس تلك الفترة من الحكم.
في الذكرى ال ١٦ لغيابك نقول ، لقد اغتالوك كشخص، وهدفهم هو اغتيال المدرسة في الأسلوب والنهج! ولكن بالمدرسة والنهج … مكمّلين …!
واليوم نحن نبكي على وطن يحكمه مجموعة كذابين ، ونشادين، ويُكذب فيه الصادق… ويُخوّن فيه الأمين… ويُقتل الوطنيون والأوفياء… على يد سفلة لا يستحقون الحياة!!!
*الحاج محمد احمد ياسين صاحب مجموعة ياسين الاستثمارية
