مجزرة جنين:بلينكن يزور المنطقة..واسرائيل تستنفر على مختلف الجبهات

يتوجه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الأسبوع المقبل، إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة ومصر، حيث سيحض على وقف أعمال العنف في أعقاب مجزرة مروعة ارتكبتها قوات الاحتلال في جنين أسفرت عن سقوط 10 شهداء وعشرات الجرحى.وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن سيعقد أول محادثات مباشرة له مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، منذ عودته إلى السلطة على رأس حكومة تعد الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. وسيلتقي في رام الله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال زيارته التي تستمر الأحد والاثنين والثلاثاء.
و”سيشدد (بلينكن) على ضرورة أن يتخذ الطرفان خطوات لتهدئة التوتر، من أجل وضع حد لدوامة العنف التي أودت بالعديد من الأبرياء”، بحسب ما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس.
والخميس، استشهد عشرة فلسطينيين وأصيب آخرون برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اشتباكات مسلحة عنيفة شهدها مخيم جنين، إثر اقتحام الاحتلال للمدينة والمخيم.
وادعى نتنياهو أن إسرائيل “لا تتطلع إلى التصعيد”. وقال بيان صدر عن مكتبه، أن الأخير عقد جلسة لتقييم الأوضاع الأمنية، اطّلع خلالها على المستجدات من رئيس أركان جيش الاحتلال هيرتسي هليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، ورئيس شعبة الاستخبارات (أمان) أهارون حاليفا، والمفتش العام للشرطة يعقوب شبتاي.
وزعم نتنياهو أن قوات الاحتلال “أحبطت”، من خلال العملية العسكرية في جنين، “هجمات كان من الممكن أن تودي بحياة الكثيرين”.
وجاء في البيان أن “رئيس الحكومة نتنياهو أوضح أن إسرائيل لا تتطلع إلى التصعيد، لكنه أصدر تعليماته للأجهزة الأمنية بالاستعداد لأي سيناريو على مختلف الجبهات لضمان سلامة المواطنين الإسرائيليين”، وذلك في أعقاب إيعاز رئيس أركان الاحتلال، برفع “مستوى التأهب” لدى قواته، بعد العدوان على مخيم جنين.
من جهتها، أعلنت الرئاسة الفلسطينية أن التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال لم يعد قائماً اعتباراً من الآن، وذلك رداً على مجزرة جنين.
فيما قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن قوات الاحتلال تواصل ارتكاب متوالية القتل والإعدامات بحق أبناء الشعب الفلسطيني، مدفوعة بشعور القدرة على الإفلات من العقاب.وطالب اشتية في تصريح صحافي، الأمم المتحدة وجميع المنظمات الحقوقية الدولية، بالتدخل العاجل لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ووقف متوالية الدم التي يذهب ضحيتها الأطفال والشباب والنساء.
كما توعدت الفصائل الفلسطينية الجيش الإسرائيلي عقب عملية جنين. وقالت حركة حماس إن جيش الاحتلال “لن يفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني”. وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري إن الاحتلال سيدفع ثمن المجزرة التي نفذها في جنين ومخيمها، وإن رد المقاومة لن يتأخر.
ومن ناحيتها أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن المقاومة مستعدة وجاهزة لمواجهة قادمة، إذا استمر العدوان على الشعب الفلسطيني. أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقالت إن جرائم الاحتلال لن تمر دون عقاب، داعية قوى المقاومة لضرب مواقع الجيش الإسرائيلي.
وأدانت جامعة الدول العربية بشدة عملية اقتحام جنين ومخيمها، معتبرة أن حالة الصمت الدولي حيال ما يجري تكشف ازدواجية فاضحة في المعايير وتواطؤاً مرفوضاً ومستهجناً.
وقال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي في بيان، إن “الصمت على اقتحام المناطق السكنية والمستشفيات وقتل الفلسطينيين على هذا النحو المشين في جنين يهدد بتفجير الأوضاع في الأراضي المحتلة، وإطلاق العنان لدائرة جهنمية من العنف”.
بدورها، أدانت قطر بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الوحشي على مخيم جنين، واعتبرته امتداداً لجرائم الاحتلال الشنيعة والمروعة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان، إن “الاحتلال الإسرائيلي أصبح مطمئناً أكثر من أي وقت مضى لعدم المساءلة والإفلات من العقاب، ما شجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وقتل المدنيين، ومن ضمنهم الأطفال والنساء والمسنون، واستباحة المستشفيات والمرافق المدنية الحيوية”.
وحمّلت الوزارة سلطات الاحتلال مسؤولية اتساع دائرة العنف التي ستنتج من هذا التصعيد الممنهج ضد الشعب الفلسطيني، مشددة على أن “القوانين الدولية والقضايا الإنسانية لا يمكن تجزئتها أو تطبيقها في مكان ما من العالم، ونسيانها أو تجاوزها في مكان آخر”، معتبرة ذلك ازدواجية غير مقبولة.