البروفيسور غسان سكاف متحدثا لاذاعة الشرق عن آخر المستجدات على الساحة اللبنانية مستهلا حديثه بتقديم التعازي باستشهاد امين عام حزب الله وسائر الشهداء

البروفيسور غسان سكاف متحدثا لاذاعة الشرق عن آخر المستجدات على الساحة اللبنانية حيث استهل الدكتور سكاف حديثه بتقديم التعازي القلبيه باستشهاد امين عام حزب الله وسائر الشهداء.
وقال سكاف هناك حاجة ملحة اليوم الى التضامن المجتمعي والوطني، واسرائيل التي راهنت سابقا على الاقتتال الداخلي بين اللبنانيين، وسعت الى ذلك وتسببت به تاريخيا، واستطاعت مؤخرا خرق قوة حزب الله سيبرانيا وبشريا، انا متأكد انها ستعمل على إثارة نزاع داخلي في ظل اوضاع امنية واقتصادية واجتماعية غير مستقرة.
أضاف :” لقد اتصلت بالمسؤولين كافة، و اطالب اليوم باعلان حالة طواريء ونشر الجيش في الداخل قبل نشره في الجنوب لمنع الاحتكاك، لان اسرائيل ستستغل فرصة وجود كل مكونات الوطن في مناطق واحدة، واستغلال الوضع المتفجر لاحداث فتنة في البلد يكون اسهل لاسرائيل اليوم من التمدد في اطلاق القنابل على اللبنانيين.
وعلينا اليوم ايضا كلبنانيين استغلال الوضع المتفجر لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، وذلك للدفاع عن الكيان اللبناني. لبنان في خطر وجودي والاخطار الوجودية تتطلب وحدة وطنية”.

عن اعلان حال الطواريءووفق اي شروط قال الدكتور سكاف
“ذهبنا الى نيويورك وتحدثنا في الامم المتحدة ومجلس الامن، حال الطواريء تعلنها الحكومة وهذا واجب الحكومة اعلان حال الطواريء في حال وجود خطر كبير على البلد”.
وأضاف :” علينا ان نعترف ان حرب لبنان اليوم ليست حربا تقليدية مثل حربي 1982 و 2006، وانتقلت مقولة الكلمة للميدان من فم الشهيد الامين العام السيد حسن نصرالله الى فم بنيامين نتنياهو. هذه الحرب هي حرب استخباراتية بامتياز، واسرائيل تمتلك داتا معلومات بدأت التحضير لها منذ عام 2006 وتتعلق بقيادات حزب الله، ومواقعهم الحزبية، هي حرب تكنولوجيه بامتياز الى درجة استمعال بصمة العين وبصمة الصوت للتعرف الى قياديي حزب الله، وما تفجير “البيجر” الا خير دليل على طبيعة هذه الحرب.
هذه الحرب هي حرب اغتيالات، في حين ان حرب 2006 لم تكن كذلك، القسم الاكبر من قيادات الحزب سقط بالاغتيال، وهي حرب طويلة جدا بالمقارنة مع الحروب السابقة، فحرب العام 1967، كانت حرب الايام الست، وحرب 2006 استمرت لاربعة او خمسة اسابيع هذه حرب بدأت بقواعد استباك مدة 11 شهر وانتقلت الى حرب قوية جدا ممكن ان لا تصل الى حرب اقليمية او عالمية ولكن هي اقوى بكثير مما كانت عليه الحروب السابقة”.

وعن سقوط الخطوط الحمر قال سكاف:” هذه الخطوط سقطت بعد عودة نتنياهو من نيويورك، وسقط توازن الرعب.
البداية تجلت مع خرق اسرايل اجهزة التواصل لحزب الله وهذا شكل احد اشكال التعدي على لبنان، إن تفجير “البيجر” واجهزة الاتصال اللاسلكية كان بمثابة جريمة حرب واكبر اختراق امني، بعد هذا التفجير حولت اسرائيل من حيث تدري او لا تدري الانقسام الداخلي حول الحرب في الجنوب، الى تضامن وتكاتف وتجسدت روح هذا التضامن الوطني، ونحن في لبنان لم نستغل هذه اللحظة، اللبنانيين انخرطوا في لعبة انتظار الحلفاء الخارجيين من اجل زيادة نفوذهم على اخصامهم الداخليين.
كان علينا ان ننزع عنصر المفاجاة من يد نتنياهو ولكنه سبقنا، كان علينا ان ننتخب رئيس للجمهورية، وبالميدان علينا التحايل وايجاد الفرص وربما وقف العمليات العسكرية في الجنوب من طرف واحد
المطلوب من الحكومة قرارات جريئة وليس تعداد الشهداء والجرحى”.
وعما اذا كان لبنان ترك وحيدا ومن سيرفع عنه الانقاض قال الدكتور سكاف
“ما يرفع لبنان من تحت الانقاض يمكن في الافادة مما جرى، بحيث يمكن استثماره في الاستحقاق الرئاسي واعاة الانتظام الى المؤسسات الدستورية من هنا علينا التوافق سريعا على انتخاب رئيس للجمهورية. سعيت وما زلت اسعى وفي اليومين الماضيين تشاورت بهذا الشأن مع عدد من المسؤولين، لاعتقادي ان الحل الوحيد بين ايدينا هو انتخاب رئيس، لانه يخلط الاوراق ويقلب المعادلة، ويقوي الوحدة الوطنيةـ ويؤدي الى عودة توازن الرعب الذي فقده لبنان في الايام الماضية، ما سيربك الذين يراهنون على ضرب الصيغة اللبنانية الكيان اللبناني”.
أضاف :” القرار الملتبس الاخير من قبل ايران هو الذي افقد لبنان توازن الرعب واصبح الرعب يسود كل اللبنانيين. انا اعتقد ان ايران زجت بحزب الله في الحرب بعد 7 اوكتوبر تحت شعار وحدة الساحات، والكل يعرف انها حرب غير متكافئة، اين هي وحدة الساحات اليوم؟ يبدو ان هناك سباق بين التطورات العسكرية في لبنان المتروك لوحده، والمحداثات الايرانية الاميركية بشأن الملف النووي الايراني، ورايي ان ايران قدمت لبنان ذبيحة على مذبح مصالحها”.
وقال :”اليوم نحن في حاجة الى الوعي، فالتطورات العسكرية تتسارع ورد حزب الله مهما كانت قوته، لن يوازي التهديدات الموجودة، خصوصا عندما نسمع الرئيس الايراني يتحدث عن الملف النووي في حين يتعرض لبنان للخطر والقصف، فيما يقول الشيخ نعيم قاسم ان المرحلة المقبلة هي مرحلة الحساب المفتوح يقول المرشد الاعلى بالتراجع التكتيكي، ويقول الرئيس الايراني ان حزب الله لا يستطيع مواجهة اسرائيل منفردا. فهل يعيد حزب الله حساباته بعد ما استسلمت ايديولوجيته لتكنولوجيا العدو الاسرائيلي؟ خوفي الاكبر اذا استمرينا بالحرب ولم نقم باي خطوة ايجابية للبنانيين، الخوف ان يكون حزب الله الذي كان سببا رئيسيا في تحرير الجنوب عام 2000 سيكون هو نفسه السبب في احتلال الجنوب عام 2024 “.

سكاف طالب الولايات المتحدة الاميركية بتحويل موقفها من “قبة باط” لاسرائيل الى قرار جريء بوقف الحرب، ولكن لن تبيع اسرائيل الادارة الاميركية الراحلة، وقف اطلاق النار، ولن تقبل بوقف الطلعات الجوية بعد ان دمرت قدرات حزب الله، هذه الطلعات هي التي سمحت لاسرائيل منذ عام 2006 بتتبع وملاحقة عناصر الحزب وقيادييه، وتاليا لن توافق اسرائيل على تطبيق القرار 1701،
نتنياهو اليوم عنده نشوة الانتصار، في ظل ادارة اميركية تشبه “البطة العرجاء”، لانه وقّع قرار اغتيال السيد حسن قبل سفره الى نيويورك، وهو بارع في اللعب بين السطور وهو رفض المبادرة الاميركية الفرنسية المدعومة عربيا لوقف اطلاق النار. مفاوضات نتنياهو ترتكز على كسب الوقت والمناورة من خلال تقديم عروض ليست صحيحة هو يلبي دعوات التفاوض ويتقن فن التفاوض خاصة انه مدعوم بارادة شعبية في اسرائيل لمواصلة الحرب، فن التسويف وتضييع الوقت هو ما يقوم به نتنياهو مع انه لديه برنامج وخطة استراتيجية متكاملة، ونحن ليس لدينا في لبنان خطة، نحن ندفع ثمن دفن رأسنا في الرمال لاكثر من سنتين، بانتظار ما سيقرره لاعبوا المرحلة المقبلة، أين رجال الدولة في لبنان اين نحن من قامات الامس؟”.

وحول الاجراءات المطلوبة للحؤول دون تنامي الحساسايات ومشاريع الفتن والاشكالات بين اللبنانين قال الدكتور سكاف :
“علينا فورا المبادرة الى انتخاب رئيس واعادة المؤسسات الدستورية الى عملها، لن نستطيع بالخطابات ان نبني الوطن، وان نحارب اسرائيل، ولن نستطيع بما قمنا به منذ 11 شهرا وما نقوم به اليوم ان ننجح في اعاد هذا الوطن الى ما كان عليه
باب الخلاص يكون بالعودة الى الدولة ولا يجوز صهينة الرأي المختلف قرار العودة الى الدولة والاحتكام الى الدستور وانتخاب الرئيس القوي بعلاقاته الدولية والاقليمية هو ما سيحمي لبنان”.

وقال سكاف :” سقط في العالم المفهوم الاممي وحقوق الانسان، الام المتحدة لا تقوم بدورها كذلك مجلس الامن، ليس هناك من محاسب محلي او اقليمي او دولي لما يقوم به المجرمون في العالم فمن سيحاسب اسرائيل؟
كنا ننتظر من المجتمع الدولي ان يتحرك في كل ما تقوم به اسرائيل، ولم يتحرك احد، اميركا وفرنسا اصدروا بيانات الاستنكار وتمني على اسرائيل بوقف الحرب ولم ينجحوا،
لذلك، علينا التمسك بالقرار 1701، ويسمحلنا الوزير بوحبيب وزير الخارجية، القرار 1701 لم يستكمل ولم يطبق، ولكنه القرار الوحيد الذي يمكن ان نعول عليه، لانه سيكون من الصعب جدا جمع الدول العربية خصوصا الدول الخمس من اجل اصدار قرار بديل عن ال 1701 او تعديله، لذلك علينا ان نأخذ القرار كما هو، ونعمل على تنفيذه”.
سكاف حيا من موقعه الطبي الجسم الطبي والجسم التمريضي على جهودهم وتفانيهم لدى تلقي المصابين من بعد كل انفجار وصاروخ يسقط على لبنان
وقال :” ما يعاني منه الجسم التمريضي هو عندما يصل الى اقسام الطواريء عدد كبير من الجرحى بما يتخطى قدرة الجهاز الطبي والتمريضي، للمعالجة الفورية لان هذه الاصابات يجب ان تعالج سريعا تحت طائلة خسارة الارواح.
وشكر الحكومة لوضعها خطة طواريء لهذا الجسم ولكنها ليست كافية لاننا لا نعرف ماذا يخبيء لنا المستقبل من ضربات وكم ستطول هذه الحرب ومدى قساوتها والى متى يمكننا ان نتحمل ونستمر في هذا الوضع
علينا ان نعتمد على القوة السياسية وهي تأتي من حكومة فاعلة وهذا يجب ان يبدأ بانتخاب رئيس جمهورية فورا.