فكر فيها !قدوس على الأرض وقديس في السماء بقلم نقولا أبو فيصل
يوم ميلاد الرب يسوع المسيح ليس مجرد ذكرى عابرة بل هو تجسيد ليوم السماء على الأرض . ففي مثل هذا اليوم المقدس وُلد المسيح القدوس ليكون نورًا للعالم، معلنًا أن القداسة ممكنة حتى في أبسط الظروف. قبل 2024 سنة وفي مذود متواضع أختار المسيح أن يبدأ رحلته قريباً من الفقراء والبسطاء، ليعلمنا أن العظمة تكمن في التواضع، وأن القوة الحقيقية تتجلى في المحبة . جاء ليقرّب السماء من الأرض، ويكشف لنا عن الله كأبٍ محب .
إنه اليوم الذي قرر فيه الله أن يكون بيننا كبشر، ليعيش معنا ويشاركنا أفراحنا وأحزاننا، ويؤكد لنا أن القداسة ليست بعيدة المنال، بل ممكنة حتى في أكثر الظروف بساطة وتواضعًا . الميلاد هو دعوة للتجديد الداخلي لنعيش قيم المغفرة والعطاء . إنه فرصة لكل واحد منا ليكون رسول سلام ومحبة، يعيش معنى الميلاد في أفعاله اليومية. فلنجعل حياتنا امتدادًا لرسالة الميلاد، عسى أن يكون كل يوم ميلادًا جديدًا للنور في عالمنا.
ميلاد السيد المسيح هو إعلان أن السماء لا تبعد عن الأرض، بل تتقاطع معها في أفعال الخير، في الرحمة وفي التضحية من أجل الآخرين . الرب جاء قدوساً بيننا ليغير مفهومنا عن الله، ويجعلنا ندركه كأب محب يرعى أبناءه . من مريم العذراء التي احتضنت القدوس في أحضانها، إلى الرسل والشهداء، الذين حملوا رسالته في قلوبهم، نجد في كل قديس قصة ميلاد روحي، حيث انبثق النور الإلهي في حياتهم وأصبحوا مشاعل تُضيء طريق الآخرين . وحدهم القديسون هم الذين عاشوا هذا النور في حياتهم، مقتدين بالمسيح في محبتهم وتضحياتهم فأصبحوا أمثلة للقداسة التي تربط الأرض بالسماء .
نقولا أبو فيصل ✍️
Nicolas Abou FayssalZahle tvاتحاد الكتاب اللبنانيين
