جمهوريّة “بلا نَفَس”!
كاميرات مراقبة للامتحانات الرسميّة.
قد يكون القرارُ حضاريّاً، خصوصاً إذا صدّقنا وزير التربية أكرم شهيّب
الذي أكّد أن لا صفقة وراء الأمر. وقد يكونُ الأمر مفيداً لتحسين واقع
الشهادة الرسميّة، خصوصاً أنّ الغشّ في الامتحانات شائع، ولو أنّنا نسأل،
في لبنان: من سيراقب مَن سيراقب الكاميرات؟
ولكن، ولأنّ المراقبة بالمراقبة تُذكر، لا
بدّ من بعض الأسئلة: من يراقب الحكومة التي بلغت نهايةَ شهر أيّار ولم تقرّ
الموازنة؟ والبعض في الحكومة يتصرّف مثل التلميذ الذي استفاق على التحضير
للامتحان في صبيحة اليوم نفسه. أتذكّر قصيدة لافونتين الشهيرة “الزيز
والنمل”، وكم من زيزٍ في هذه الحكومة، يغنّي صيفاً وشتاءً، ولا عمل ولا
إنتاجيّة.
ومن يراقب السياسيّين الذين يدّعون مكافحة
الفساد بينما يوظّفون خلافاً للقانون. عقد ابراهيم كنعان مؤتمراً صحافيّاً
أمس، وسبقه إعلانٌ عن مفاجأة كبيرة. فضح كنعان الطبقة السياسيّة، ولكن لم
يتفاجأ أحدٌ، ولا حاسب أحدٌ أحداً. انتهى المؤتمر الصحافي وانتهى كلّ شيء.
إنّها جمهوريّة التماسيح. على من تقرأ مزاميرك يا كنعان؟ على تماسيح؟!
ومن سيراقب رائحة النفايات التي يتنشّقها جيران الكوستا برافا وسكّان ساحل المتن، والآتي أعظم هذا الصيف؟ ومن سيراقب كذب السياسيّين، على مدار الساعة وعلى المنابر والشاشات، وهي تحتاج الى عدّادات على شكل عدّادات رائد خوري التي أهملها منصور بطيش؟ ومن سيراقب الجمعيّات الوهميّة التي تستفيد من الخزينة، تماماً مثل الجمعيّات الناشطة، وأقصى إنجاز لبعضها صبحيّة نسائيّة وتقديم درعٍ تقديري لمتبرّع (ة)؟
جمهوريّة بلا مراقبة. بعض هيئات الرقابة تحتاج الى من يراقبها. بعض القضاء يراقب وفق أهوائه ووفق مصالح السياسيّين. بعض الأمن يراقب بعضه، وبعضه يراقب كي يبتزّ. قد تكون الحاجة ماسّة الآن لمن يراقب رسم الألف ليرة على “نَفَس الأركيلة” في بلدٍ بتنا نعيشُ فيه، بفضل بعض السياسيّين، بلا “نَفَس”…
داني حداد / MTV
