هل يقاطع “القوات” طاولة الحوار الاقتصادي؟
في اتجاه معراب، تنحو انظار اللبنانيين عصر الاحد المقبل تلمساً للاتجاه الذي ستسلكه الرياح القواتية بعدما عصفت بها تسويات الحلفاء الثنائية واقصتها عن تعيينات هنا ومواقع هناك. كلمة رئيس حزب القوات اللبنانية في القداس الذي يقام في الذكرى السنوية لشهداء المقاومة المسيحية تحت عنوان “ما راحو” هذا العام، لن تخرج عن طبيعة خطاباته التي تكاد تكون الاكثر قوة وجرأة على مدار العام، حيث يحرص على اسباغها بطابع نوعي يراعي من جهة هيبة المناسبة وجلالتها ويوزع من جهة اخرى رسائله السياسية في مختلف الاتجاهات.صحيح ان عجقة الاستحقاقات والمحطات والملفات التي تضج بها الساحة الداخلية، امنيا وسياسيا واقتصاديا، ستفرض نفسها على خطاب “الحكيم” بكل تشعباتها وامتداداتها، لكنّ طاولة الحوار الاقتصادي التي تعقد صبيحة اليوم التالي في قصر بعبدا ستكون لها حصة وازنة في الخطاب، خصوصا ان معراب لم تحدد حتى الساعة موقفها منها، مشاركة شخصية من رئيس الحزب سمير جعجع او من يمثله او حتى مقاطعة، فهل يضّمن رئيس الحزب سمير جعجع كلمته هذا الموقف ام يتركه مبهما حتى لحظة التئام الحوار؟قبل الغوص في التفاصيل والاسباب والنتائج المرتقب صدورها عن طاولة حوار بعبدا، الاقتصادية المضمون والسياسية الشكل، تقول اوساط معراب لـ”المركزية” ان دوائرها المعنية تخضع الدعوة للبحث والتمحيص ودراسة الجدوى ومدى ضرورة المشاركة في ضوء اوراق العمل المطروحة للنقاش والاتصالات التي تجريها لتحديد التوجهات قبل ان تتخذ القرار. فالحزب قدم ما لديه في شأن خريطة طريق الانقاذ الاقتصادي في الحكومة والمجلس النيابي، واستبقها منذ اكثر من عامين بالتحذير من الاتجاه الذي تسلكه الاوضاع في ما لو استمرت من دون معالجات جدية وفعلية، وذلك نتيجة حلقات نقاش اقتصادية عدة عقدت في معراب. فاذا تبين بنتيجة البحث ان حوار بعبدا سيتبنى خطوات جدية تفتح الباب على معالجات حقيقية من شأنها ايقاف النزف ووضع حد لمكامن الهدر واتخاذ قرارات جريئة في مقاربة الملفات فتمنع استمرار المحميات داخل الدولة وتعتمد القانون معيارا لا غير، وتذهب في اتجاه خصخصة القطاع العام لقطع الطريق على استمرار استخدامه للمنافع الخاصة والمآرب السياسية وردع عمليات التهريب عبر المعابر الحدودية كما وقف التلزيمات بالتراضي والتوظيف العشوائي، ما يعني علاجا جوهريا في عمق الازمة وليس مجرد مسكنات شكلية، فإن القرار سيكون بمشاركة القوات على اعلى مستوى، ما دام هذا هدفها الذي تعمل له وتناضل من اجله وتُحارب من اكثر من فريق سياسي بسببه. اما اذا افضت النتيجة الى ان الحوار لن يكون سوى صورة شكلية لتأمين تغطية سياسية لما يتردد عن فرض ضرائب اضافية على اللبنانيين من البنزين الى الـ” TVA” وغيرها مما لم يعد للمواطن القدرة على تحمله في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة، وللايحاء ببعض الثقة المفقودة للاسواق المالية بهدف محاولة انعاشها، وتاليا المضي في خيار “السلة المثقوبة” وسياسة الترقيع لستة اشهر اضافية والتمديد لمرحلة ما قبل الانهيار، فالقرار بالمقاطعة سيكون جاهزاً من دون احراج، اذ ان الحزب المنسجم مع قناعاته، تضيف اوساط معراب، وكما صوت ضد الموازنة في مجلس النواب لغياب الاجراءات الجدية التي ربط بها موافقته على الموازنة حكوميا من دون ان يتوقف عند رأي من لا يعجبه الموقف، سيقاطع الحوار الشكلي الذي ملّه اللبنانيون، مع توضيح اسباب المشاركة او المقاطعة.القرار المنتظر يرتقب صدوره خلال الساعات الثماني والاربعين المقبلة فهل يحدده جعجع عصر الاحد ام يتركه لحوار الاثنين؟
