كورونا بين الطوارئ العسكرية ومسرح باسيل الكلامي
لا ليل في بيروت.. ونهارها مريض.
هذه هي حال العاصمة اللبنانية بعد حوالى الشهر على خبر وجود
إصابة بفيروس كورونا، والذي طال ثلاثة ضحايا. وينشغل اللبنانيون بجلسة مجلس
الوزراء التي ستعقد بشكل طارئ غدا الأحد في 15 آذار في القصر الجمهوري.
وهم يتتبعون عدد الإصابات الذي وصل إلى 93 إصابة صباح اليون 14 آذار
الجاري، وفق ما جاء في بيان وزارة الصحة.
طوارئ عسكرية؟
وطالت
المخاوف إقدام الحكومة على إعلان حالة طوارئ عسكرية وتسليم الجيش اللبناني
فرض حظر التجول لقمع الحريات، عوضاً عن إعلان حالة طوارئ طبية وملاحقة
المستشفيات والمختبرات التي رفعت سعر فحص فيروس كورونا، أو ملاحقة
الصيدليات والمحلات التي تستغل هلع اللبنانيين لرفع سعر المعقمات والمنظفات
والأدوية المتعلقة بمكافحة الرشح وغيرها.
وسبب عدم ثقة اللبنانيين بحكومتهم تلقيهم خبر إعلان تلك الجلسة التي قيل إنها مخصصة لمتابعة آخر التطورات والإجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا. وستلي الجلسة أخرى للمجلس الأعلى للدفاع، قد تفرض حجراً على المواطنين لكم أفواههم، لا للحفاظ على صحتهم وسلامتهم الشخصية. إذ بدأت تشاع معلومات عن الإجراءات التي يمكن إتخاذها مثل إقفال جميع المعابر الحدودية البرية والجوية، ومنع التجمعات وإقفال جميع المؤسسات الخاصة باستشناء متاجر المواد الغذائية والصيدليات…
لكن هذه الجلسة تسبق المخاوف التي بدأت تتوارد عن انتشار
الوباء في مناطق مختلفة. حتى أن أطباء وخبراء حذروا من ارتفاع عدد
المصابين، خصوصاً أنه لم يعرف حتى الساعة عدد المواطنين الذين اختلطوا
بمسافرين مصابين.
93 أصابة
وفي جديد وباء كورونا أصدرت
وزارة الصحة التقرير اليومي عن الفيروس المستجد في لبنان، ومما جاء فيه:
“حتى تاريخ 14 اذار 2020 ظهرأن مجموع الحالات المثبتة مخبريا بلغ 93 حالة
Covid-19 بما فيها الحالات التي تم تشخيصها في مستشفى رفيق الحريري
الحكومي الجامعي وتلك الجامعية الأخرى. وتتابع وزارة الصحة العامة أخذ
العينات من جميع المشتبه بإصابتهم وتراقب جميع المخالطين والقادمين من
البلدان التي تشهد انتشاراً محليا للفيروس، باستثناء بعض الحالات القليلة
التي شخصت أخيرا، وهي قيد التقصي الوبائي.
وتؤكد الوزارة أن جميع الحالات الباقية مرتبطة بعدوى من خارج
لبنان. وناشدت الوزارة جميع المواطنين “التقيد بالتدابير الصارمة الصادرة
عن المراجع الرسمية والتزام المنزل إلا عند الضرورة القصوى”.
السلع متوفرة
أمام
موجة هلع اللبنانيين من فرض عدم التجول والحجر المنزلي، تهافتوا على
المحال التجارية خوفاً من نفاذ السلع. وفي هذا الإطار اجتمع وزير الاقتصاد
والتجارة راوول نعمه مع الموردين وأصحاب السوبرماركت ومحال بيع المواد
الغذائية والاستهلاكية، وطلب منهم زيادة ساعات العمل موقتاً، مع أخذ الحيطة
والحذر لتمكين المواطنين من شراء حاجاتهم والتخفيف من التجمعات الحاشدة
للحد من انتشار فيروس كورونا.
وطمأن نعمه من المجتمعين على أن
المواد الغذائية والاستهلاكية موجودة بوفرة ولن تنقطع من السوق، ولا داعي
للتهافت على شراء البضائع أكثر من الحاجة. وشدّد نعمه على المجتمعين ضرورة
التحلّي بالمسؤولية الوطنية والاجتماعية، وعدم استغلال الظروف الاستثنائية
لرفع الأسعار بشكل غير مبرر.
الداخلية تتعقم
أجرت وزارة الداخلية والبلديات حملة تعقيم مبناها وشملت المديريات ومكاتب الموظفين والأماكن التي يتواجدون فيها لإنجاز المعاملات.
وهذا
في إجراء وقائي لمكافحة فيروس كورونا، وبناء على توصيات لجنة متابعة
التدابير الوقائية المنبثقة عن مجلس الوزراء. وأتى هذا التعقيم بعد ورود
معلومات عن وجود إصابات في صفوف الأجهزة الأمنية وتفشي الوباء في المناطق.
باسيل يستغل كورونا
وأقر
رئيس التيار العوني جبران باسيل الميزانية السنوية والورقة السياسية
للتياره عن بعد، مستغلاً وجود فيروس كورونا لتنظيم مؤتمر افتراضي مخاطباً
المؤتمرين إلكترونياً.
وقال باسيل بعد الاجتماع الإلكتروني لمجلس للتيار: “نستطيع أن نجتمع ونعطي مثلا يتبعه الآخرون. التيار يلتقي تمسكاً منا بمسؤولياتنا وللتصدي لأزمة وباء الكورونا. دورنا المواجهة وليس التفرج وواجبنا أن نسهم برسم خريطة طريق للخلاص وتحقيقها”.
وأسوة بالإرشادات الصحية والاجتماعي لحسن نصرالله اعتبر باسيل أننا “كلنا معرضون لهذا الوباء، والحجر الخاص والتبليغ عن الحالات حق علينا وعلى وطننا. علينا توحيد جهودنا كلبنانيين ونضع أنفسنا في تصرف الدولة والمجتمع”. وأعلن عن “تشكيل لجنة طوارئ للكورونا، العمل على توفير فحص الكورونا مجاناً، وتوصيل الحاجات للذين ينفذون الحجر الخاص في منازلهم، العمل على توفير آلات التنفس”. وختم: “نحن أولاد المواجهة”.
لا يغير كورونا لغة باسيل ولا نبرته، كما لم يغير لغة قرينه
حسن نصرالله: العالم والبشر ساحة حرب أبدية للثاني، وهو مسرح لاستعراضات
باسيل الكلامية. وعليه أعطى باسيل بعد نصرالله الضوء الأخضر للحكومة لإعلان
حالة طوارئ يتخوف الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي أن تكون عسكرية قد
تفرض الحكومة خلالها قرارات غير شعبية على المستويين المالي والاقتصادي.
قرارات وزارة الصحة
في
متابعة تفشي كورونا أصدر وزير الصحة قراراً لتفعيل دور المستشفيات الخاصة
في خطة مكافحة الوباء. وطلب من المستشفيات استقبال كل الحالات التي تزورها
كالمعتاد وفحصها وفقًا للأصول المهنية لتشخيصها. على أن يحال على مستشفى
الحريري الجامعي من يشتبه بإصابتهم بالكورونا، وفقًا للتعريف المعتمد.
وشدد القرار على ضرورة تطبيق كل المستشفيات الخاصة التعميم المتعلق بتفعيل خطة الطوارئ واتخاذ جميع الإجراءات لاستكمال الجهوزية اللازمة لاستقبال الحالات وإبلاغ وزارة الصحة خلال فترة أسبوع بالخطة المعتمدة والتدابير التي اتخذتها.
وجاء في القرار أنه عندما تتخطى أعداد الحالات المصابة قدرات المستشفيات الحكومية، فستعتمد المستشفيات الخاصة المصنفة T1 لاستقبال ومعالجة الإصابات بمرض الكورونا.
كما صدر عن الوزير قرار آخر يتعلق بآليات المشتريات والاستخدام في مستشفى الحريري الجامعي، بما يتيح لها تأمين المشتريات الضرورية واستخدام ممرضات للعناية بالمرضى المصابين بفيروس الكورونا تحديدًا، على أن تعرض جداول الإنفاق على الموقع الإلكتروني للمستشفى ووزارة الصحة العامة. المدن
