بين زلزال حلب وانفجار مرفأ بيروت
بقلم : نقولا ابو فيصل*
في العام 1138 ضرب زلزال عظيم مدينة حلب بحيث عتبر ثالث أقوى زلزال في العالم وقدرت شدته بـ 8.5 درجة على مقياس ريختر.
تهدمت المدينة بشكل كامل وأصبحت مجرد أطلال منسية ، بعد أن كانت مركزاً للتجارة إلى الصين والغرب
قُتل حوالي 230,000 ألف شخص، وقدّر الجميع أن هذه المدينة انتهت. الغريب أنه وفِي أقل من عشرة سنوات عادت حلب ووقفت على أقدامها، وفي أقل من عشرين سنة عادت مركزاً للحضارة وللعمران وللتجارة .
وفي سنة 2011 ناهزت صادرات مدينة حلب اليومية 40 مليون دولار أميركي الى روسيا وهذا سبب الحرب السورية التي قضت على ما يقارب 1000 مصنعا في منطقة الشيخ نجار علي أيدي المنظمات التخريبية المدعومة من جيران حلب والذين اخذوا مكانها في التصدير الى موسكو ،مع ما رافقها من حرب تدميرية وتهجير اهلها داخل وخارج الوطن .
حتى العام 2020 كان سكان بيروت ينامون على قنبلة موقوتة انفجرت في الرابع من آب، مع تفجير العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت اضافة الى ما يحتويه من مواد خطيرة وشديدة الاشتعال، قدرت بمئات الاطنان ، وتم تصنيف الانفجار الرابع عالميا حيث دمر المرفأ بالكامل ومعه إهراءات القمح ، وتضرر ثلث أبنية مدينة بيروت وسقط مئات الضحايا والاف الجرحى .
وفيما كان اللبنانيون يعانون من الموت السريري نتيجة الحصار المالي والاقتصادي على لبنان منذ تشرين الاول 2019 تحرك المجتمع الدولي وفك الحصار وبدأ تدفق المساعدات الانسانية وبدأ البحث الجدي لانهاء الالام اللبنانيين .
خص الرئيس الفرنسي لبنان في زيارة بعد الانفجار الكبير والثانية يجريها يوم غد، حيث يحضر معه وزراؤه والوفد الرسمي للبحث عن حل للازمة اللبنانية يبشر بالخير ونأمل الوصول الى نهاية سعيدة لآلام شعب مات منه الالاف إما قتلا في الحرب وإما قهرا في السلم وهاجر الالاف حول العالم ، أما الباقون في لبنان فهم إما اناس مخدرون بحب الوطن وأنا منهم، وإما قصيرو الايدي للوصول الى فيزا لهجرة نهائية .
يبقى أن الامل موجود والاشهر القادمة حاسمة ومصيرية وسوف تشرق شمس لبنان من جديد …
فقط مسألة وقت .
*رئيس تجمع الصناعيين في البقاع مدير عام مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية
