كتب نقولا أبو فيصل “نبيه أبو الحسن” … اخوت شانيه
ولد نبيه أبو الحسن في العام 1934 في بلدة بتخنيه قضاء بعبدا ، والده احمد فارس ابو الحسن ووالدته شاهينة ابو الحسن ، ترعرع وسط عائلة مؤلفة من 9 اولاد، 4 ذكور و 5 إناث. أحب الفن منذ الصغر وكانت اول اطلالة مدرسية له في مسرحية “شعلة من الصحراء” بدأ حياته المهنية أستاذاً للرياضة في إحدى مدارس عاليه ثم في طرابلس، قدّم على مسرح الضيعة بعض الاسكتشات بمشاركة فرقة هواة من أبناء القرية ، لم يخطط للاحتراف فبين التدريس والعمل في أحد المصارف اللبنانية في بيروت لم يجد وقتاً لدخول الفن .
شارك في العديد من المسلسلات واهمها مسلسل اخوت شانيه الذي لقي نجاحاً كبيراً ، نقل شخصية الاخوت الى المسرح وجسدها في عدة مسرحيات عكست اتجاهه الثوري والنقدي كـ اخوت شانيه ونابليون، اخوت بالعربي، اخوت دولي الاميرة والاخوت، عرس الاخوت، اخوت حتى الحرية وغيرها.. نال عدة اوسمة وجوائز تقديرية حتى اصبح من ألمع نجوم المسرح اللبناني. شكل نبيه ابو الحسن في عصره عاصفة فنية واجتماعية وسياسية غير مسبوقة.. كان انساناً شهماً ارتبط اسمه بالفقراء والضعفاء مما جعل منه المدافع الاول عن العدالة ضد الظلم وعن الحرية ضد القهر بادوار رائعة لا مثيل لها ، حوّل اخوت شانيه مسار حياته من العبودية الى الحرية ، من الجهل الى المعرفة ، ومن مفعول به الى فاعل مؤثر في الاحداث والتحولات حيث الفرسان الشرفاء ينتمون الى الشعب المقهور ، لقد فعل نبيه ابو الحسن ما أراده في حياته ، كان مبدعاً لا يشبع ، ساخراً لا يكف عن العطاء ، لديه شجاعة لم تألفها المجتمعات المزيفة ، محارباً على طريقة الفرسان المغامرين, تأكله الديون ….انه الأخوت.
غادر نبيه ابو الحسن الدنيا وخشبات المسارح البيروتية وهو يردد بصوت مبحوح “لست من رحل … لقد دخلت باب الخلود” غيّبه الموت قبل أسبوع من تقديم مسرحية اخوت حتى السلام التي قام شقيقه المهندس محمود ابو الحسن بتمثيلها وفاء له. رحل نبيه ابو الحسن في العام 1993 فخسر المسرح اللبناني أحد أهم رموزه وخسرت العائلة ابنها الذي لا يتكرر ! كان نبيه ابو الحسن امبراطور المسرح اللبناني وهو اليوم يرقد بسلام الى جانب الذين رقدوا بسلام وقد شكلت اعماله جزءاً كبيراً من التراث الحضاري, هذا الفنان المثير الذي جعل من الفن التاريخي مسرحاً لروائعه.
بحث نقولا ابو فيصل
