كتب نقولا أبو فيصل “بين عمالة الاطفال …والاستغلال الجنسي”
5 من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب ” جزء
الطفل هو روح المجتمع ومستقبله ومن واجباتنا حمايته من أي خطر ممكن قد يتعرض له ، وإزدياد عمالة الاطفال في لبنان تعود لاسباب عديدة منها النزوح والفقر والبطالة وعدم وجود اوراق ثبوتية لدى الكثير منهم ، وهذا ما يحرمهم من التعليم ويعرضهم لمخاطر العمل والاستغلال والاساءة ، وهذه الظاهرة هي في تفاقم كبير وليس في الافق من اشارات الى محاولة الدولة لجمها مع غض النظر الحكومي عن التدفق اليومي لمئات بل الاف النازحين السوريين ،لينضموا الى المتواجدين أصلاً بصورة غير شرعية على الاراضي اللبنانية وبدعم مالي أممي للاسف ! وحيال هذا الواقع نسأل الاجهزة الأمنية اللبنانية والبلديات الاسراع في تطبيق قوانين صارمة لجهة مكافحة عمل الأطفال المبكر وضمان حماية حقوقهم.
ويقر العلماء أن العمل في سن مبكرة جداً يؤثر على الاطفال ويعيق نموهم النفسي والجسدي ، كما يؤثر على الدول من خلال انتاجها لمجتمع غير متوازن في تكوينه ، كما أن الادماج المبكر للطفل في سوق العمل لا يساهم في تحقيق نتائج ايجابية بل هو استثمار خاسر على كل الاصعدة ، على أن مكافحة ظاهرة تشغيل الأطفال تبدأ بتوفير التعليم المجاني لهم من قبل الحكومات والمنظمات الدولية وبحسب صور مسربة من منظمة اليونسيف فأن عمالة الأطفال في مناجم الفحم والزنك في الولايات المتحدة تجاوزت 2 مليون طفل بسبب ملائمة أيديهم للعمل بالأدوات الصغيرة وقلة أجورهم مقارنة بالبالغين وقد خسر هؤلاء فرص حصولهم على التعليم .
وبطبيعة الحال فإن أسوأ اشكالية تواجه عمالة الأطفال في العالم عامة وفي لبنان خاصة هو تعرضهم لمشاكل صحية عانوا منها نتيجة توقف نموهم الجسدي وانحناء العمود الفقري ومرض السل والإلتهابات الرئوية ، اضافة الى الاستغلال الجنسي لهم ، وقد أظهرت البيانات التي جمعتها الأمم المتحدة في العام 2020 أن حوالي 160 مليون طفل هم ضحايا عمالة الأطفال، وأن التحرك العالمي لإنهاء هذه المشكلة قد توقف وتعطل للمرة الأولى نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة الناجم جزئياً عن ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا حيث تكاد لا تحصل بعض الأسر على تناول اكثر من وجبة واحدة في اليوم أو عدم تناول أي وجبة ، وفي بعض الاحيان أدى ذلك الى ما هو أسوأ إذ عمد آباء لدفع أطفالهم إلى العمل بالجنس للمساعدة في إعالة أسرهم ، حيث يقوم نافذون يملكون المال باستغلال حالة ضعف شخص ما لقاء حصوله على المال او على حصة غذائية ويتفاوت النفوذ والاستغلال من أجل خدمات جنسية يحظرها القانون .(الصورة عن عمالة الأطفال في طرابلس)
نقولا أبو فيصل
