بهذه الكلمات الوداعية.. يوسف ساسين يستذكر الراحل كريم مروة!

كتب د. يوسف نجيب ساسين-

في اواخر العام ٢٠٠٤، تعرفت على العميد مصطفى مروة، وقد توطدت العلاقة بيننا، وفهمت ان هذا الانسان قد آمن بي وبمشاريعي التي اقترحتها عليه، وقد انتقل مفعول هذه العلاقة بيننا الى العلاقات الاجتماعية الانسانية ، وهو ما دفع بالصديق مصطفى ان قدمني الى شقيقه الاكبر سنا ، ونشاطا سياسيا وثقافيا واجتماعيا، من موقعه في صفوف الحركات السياسية اليسارية.     تقدمت معنا العلاقة، ومن جديد بنشاطي وتطلعاتي التطويرية، هذا الصديق والاخ الاكبر ذو العلاقات الدولية العالية التاثير قد آمن بي بدوره وجمعتنا علاقة صداقة عالية رغم الفارق بالسن والتجربة والخبرة ، الا ان هذا لم يمنع من تفاهمنا على العديد من المشاريع التنموية والتطويرية في وطننا وبين اهلنا اللبنانيين . الخبرة السياسية العالية التي يمتلكها هذا الانسان جعلت تطلعاتنا تتفق على خريطة في العمل تشمل معظم اتجاهات التنمية الوطنية في قطاع الثقافة والمعرفة ورفع شأن الانسان في الوطن.
خطوة بعد خطوة، ولقاء بعد لقاء، لأكتشف كم هي واسعة مفاهيمه الانسانية، وقدرته على تحريض التقدم في النشاط الذي كنت ابذل الجهد في تحقيقه.

وبفضل قدرات  كريم مروة الثقافية والسياسية الوطنية استطعت ان المس امرين اساسين يمكنك ان تتعلم من كريم مروة ، كيف يقدم مشروعا تربويا ذو خط سياسي وطني جامع، وكيف لك ان تنجح في تحقيقه، ومتى تنجح وانت تدخل من باب العلم، ان يساهم في تحضير انسان وطني مهما كانت مواقفه ومفاهيمه السياسية عن طريق التعليم وعن طريق شرح وتفسير وربط العلوم في السياسة والمواقف الانسانية بتطوير الانسان ، وكان الانسان عند كريم مروة هو الهدف.
الانسان الوطني مهما كان دينه ومذهبه، وحتى رؤياه السياسية، لان خدمة المواطن وتطويره هي التي تبني وطنا صحيحا معافى.
كريم مروة السياسي اليساري، هو مربى ومثقف ومنظم للمفاهيم العامة ، في التعليم والتثقيف والتنمية حين يكون الوطن من وراء القصد.

كريم مروة المنتج للمعرفة السياسية الاجتماعية والثقافية ، قامة كبيرة في وطننا لم تكتمل حلقة نشاطي على خطاه بعد، ولكن ذكراه تحفز على تحقيق احلامنا في سبيل الوطن وسوف نطلق على انتاجنا اسم كريم مروة فهو خط متطور الى الامام، ورغم الخسارة بفقده الا اننا نسعىان نبقى على ما رسمناه يوما معه، وما قاضنا الى معرفته.
خسرناه ولكنه سيبقى في ضميرنا وسنسعى ان نجسد ذلك في الواقع المادي من خلال مشاريع صغناها سويا