إبداع الخالق… “أقلام واعدة”
بقلم: إميلي هشام مغامس*
كثيرةٌ هي الأماكن الطبيعية التي تجذبنا اليها وتدعونا الى ركوب الطائرة لزيارتها والتمتع بما تخبئه لنا من مشاهد تريح النفس والجسد على حد سواء. وما أجمل من رؤية الشلالات حيث تمتزج المياه بالخضرة لتقدم لنا أروع اللوحات التي صنعتها الطبيعة!
دهشت لشدة علو هذا الشلال، وانهمار مياهه التي تنبجس من ثناياه، كأنها بلورٌ مذابٌ ينسابُ جارياً، تتلألأ قطراته، وتبدو كسبائك فضيّةٍ في بريقها ولمعانها.
للتو … أدركتُ أنّه شلالُ ماء متدفّق من أعالي الجبال يهرول الى أحضان البحار مارًّا بعقلي، بقلبي، بأفكاري. وأرى الأشجار والورود محيطة بالشلال، أرى اندفاع الماء على الأرض تحت السماء، وأرى صخوراً كبيرة في الشلال ثابتةً، وأرى الأشجار خضراء والورود حمراء وصفراء، بنفسجيةٌ زهريةٌ وبيضاء. أرى الشمس ساطعةً من وراء الجبال العالية وكأنّها ستارٌ نقش عليه ألوان رسام، فما هذا الجمال؟!
وتنظر الى ما حولك فترى المنازل منتشرةً في أماكن مختلفة، تراها صغيرة وفي الواقع هي كبيرة، وسط حقلٍ كبيرٍ من اللون الأخضر يمتزج فيه اللون الأصفر، تحيط به الأشجار، منها القديم ومنها الحديث. ترى المنظر وكأنه يتكلم، وان أصغيت تشعر وكأنه يتحدث، وان أمعنت تراه يتحرّك.
واللون الأخضر أبعد مما تراه عينك، ولكنه أقرب ما يكون لقلبك. وعبق غروب الشمس منظرٌ رائع وهادئ وجميل، فترى نصف الجبال مضاءة، ونصفها مظلما. واللون الأبيض في السّحاب يختلط باللون الأزرق في السّماء، فتشعر وكأنّها جزءٌ لا يتجزّأ. ترى الطبيعة، ترى خلق الله، ترى إبداعه، فهذه الوحيدة التي لم تتدخل بها يد الإنسان لتخربها.
أشعر كأني أنسى العالم والنّاس وأنّني في جزءٍ من الجنة، وكأنّها نهاية العالم.
ترى كيف أصف ما رأيت؟! كيف اعبّر عّما أذهلني؟ ةعمّا جذبني إلى نوره وجماله المطلق؟ هذا خلق الله! وان حاولت وصفه أبد دهري ابقى عاجزة عن ذلك!، وان تأملته طيلة سني عمري يبقى فوق الوصف وأبلغ من الكلام!
*تلميذة في الصف الثامن الأساسي
