كتب نقولا أبو فيصل “الشركات التي تخاف التغيير تموت واقفة

في لبنان، ما زالت بعض الشركات العائلية تُدار بعقلية تخاف الهواء والضوء. مدراء يتمسّكون بكراسيهم كما يتمسّك الغريق بخشبة رافضين أي تحديث وكأن التكنولوجيا خصمهم الشخصي. الحقيقة موجعة: هذه الإدارات ليست محافظة… بل متخلّفة. شركات ترفض التطوير هي شركات تعلن انتحارها البطيء. لا بيانات، لا أنظمة ولا تخطيط… الجواب لديهم” نحن نملك الخبرة والتجارب وهيك تعودنا “النتيجة؟ مؤسسات تتآكل من الداخل، تتراجع حصتها، تهرب الكفاءات، ويتحوّل الاسم العائلي من مصدر فخر إلى قصّة شركة صارت من الماضي لم تعرف كيف تنقذ نفسها من نفسها.
الزمن تغيّر. الزبون تغيّر. العالم تغيّر. وحدها بعض الشركات اللبنانية ما زالت تعيش بعقلية “الدكانة” و “أنا بعرف كل شي” . والأنكى من ذلك، أن الرفض ليس مبنيًا على قناعة بل على خوف من الانكشاف، من التنظيم، ومن أن يظهر الفرق بين الإدارة الحقيقية والإدارة المزاجية. التكنولوجيا اليوم هي الحكم بين من يريد بناء مؤسسة، ومن يريد فقط المحافظة على نفوذه. الشركات التي رقمنت، كبرت. التي أتمتت، استمرت. التي طوّرت إدارتها، بقيت واقفة. أما التي اعتبرت التطوير “بدعة” فانهارت من حيث لا تدري… وانتهت في مزاد علني أو تحوّلت إلى علامة تجارية ميتة بلا قيمة.
جيل جديد يعود من الجامعات بخبرات وأفكار حديثة، فيصطدم بجدار من العناد. لا نقاش، لا رؤية، لا مستقبل. فقط عقلية “هيك بدنا وما حدا بيعلّمنا”. هذه ليست قيادة… هذا تعطيل. وهذه ليست حماية للإرث العائلي… بل جريمة بحقّه. أمام هذا المشهد، بات المطلوب قرارًا واضحًا: إمّا أن يقبل المعنيون بالتطوير والحداثة، أو أن يتنحّوا. الشركات ليست ملكًا لمزاج اصحابها ، بل كيانات تضم عائلات موظفين، وأسواقًا تعتمد عليها، واسماء يجب أن تظل حية. من يرفض التطوير اليوم، لن يكون موجودًا غدًا. ومن لا يتغير… لا بد أن يُستبدل ببساطة.
نقولا أبو فيصل كاتب وباحث وعضو إتحاد الكتاب اللبنانيين
www.nicolasaboufayssal.com
تجمع الصناعيين في البقاع Association of Bekaa IndustrialistsAssociation of Lebanese Industrialists – ALILebanese Ministry of Industry – وزارة الصناعة اللبنانية












