بين الحب والكراهية…. يحبون الله ويكرهون بعضهم .
بقلم : نقولا أبو فيصل*
عندما خلق الله النفس البشرية جعلها تحمل مجموعة مشاعر مضادة مثل الحب والكراهية ، الشجاعة والخوف وجعل الايمان بالله هو الطريق للوصول الى المشاعر الإيجابية للنفس التي يتوجب أن نكرمها ونُعلي فيها كل شعور إيجابي يزيد من طاقتها وفعاليتها كي تقاوم كل شعور سلبي يضعف الحب في قلوبنا ويجعل للحقد طريقا إليها ،وهنا تلعب الارادة إن وجدت دورًا في ارشاد النفس البشرية الى الطريق الصحيح.
لكن الحقيقة في مكان والواقع في مكان اخر ، وكثيرون هم “المؤمنون” الذين لا يحبون بعضهم ويرون ان الحب من الله والكراهية سببها افعال اخوتهم كما اجابني احدهم لافتا إلى أن بعض الناس لا يخشون إظهار مشاعر البغض لبعضهم ويتفنون في اختيار اقبح الألفاظ وأشنعها والصاقها بأخوتهم بسبب الغيرة والحسد وقوم “لاقعد مكانك” ثم عدت فأجبته لكن يا أخي “المؤمن ” ان ما بين الحُب والكُراهية هناك منطقة آمنة تسمى (لم تعُد تعني لي شيئاً) ، لماذا لا تغفر له في زمن الاعياد ، فالحب هو التعافي من الأنانيةوالكراهية والتداوي بصفاء النفوس ، لكن إجابته صدمتني واسمحوا لي ان لا اشارككم بها.
لكن الليلة يا اخي “المؤمن”وفي أول أيام السنة الجديدة وقبل أن انام سوف أخبر الله عن الحقد الذي في قلبك وسوف اخبره عما عجز لسانك البوح لله به وسوف اخبره عن مرضك النفسي وعن الطريق المتعبة التي تعيشها انت، عن حقدك على اخوتك الذين تراهم والادعاء بحبك لله الذي لا تراه! وعن الذنب الذي وعدتني ألا تفعله وكررته اليوم عندما احتقرت اخاك امامي ، مخالفًا عهدك لله ،ارجوك يا اخي المؤمن ان تغتنم الفرصة وتعترف بضعفك وحقدك وكرهك لأنه لا منقذ لك سوى الكلام مع الله عله يستجيب ويرحمك لانه غفور رحيم .
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية
