خلوة حريصا وصبر أيوب والراعي: ماذا فعلتم لانتخاب رئيس؟

انتهت الخلوة التي دعا إليها البطريرك بشارة الراعي في بيت عنيا-حاريصا، على ما كان متوقعاً منها: صورة ضمت 53 نائباً مسيحياً أمام سيدة لبنان، بعد صلاة وتأمل وقداس.

لم يخلُ اللقاء من “تأنيب” بألطف العبارات من البطريرك الراعي، الذي توجّه إلى النواب في العظة قائلاً: “ليطرح كلّ واحد منّا وكلّ سياسيّ صالح هذه الأسئلة على نفسه: بماذا جعلت الشعب يتقدم؟ أي روابط حقيقية بنيت؟ وكم سلام اجتماعي زرعت؟ ماذا أنتجت في المسؤولية التي أوكلت إلي؟ وماذا فعلت لتسهيل انتخاب رئيس وإحياء مؤسسات الدولة؟”.
وباستثناء هذه العبارات المباشرة في السياسة، اقتصرت الخلوة على الصلاة، واستهلت بـ”صلاة البدء”، طالبة شفاعة “الروح القدس”. تلاها تأمل حول “الخلاص بين عمل الله وأعمال المؤمن” وقراءة من حزقيال.
ثم كانت قراءة وتأمل حول “أعمال المؤمن بين الأبعاد الداخلية والأبعاد الخارجية”. ويمكن الاجتهاد في قراءة بعض النصوص، وإرفاقها بإسقاطات مضمرة كالقول “لا تحسبوا أنفسكم عقلاء” مثلاً، أو “كونوا متفقين، لا تطمعوا في المعالي”، إضافة إلى استشهادات أخرى.

وقد تولى المطران أنطوان عوكر إدارة الصلوات والقراءات والتأمل، فيما ختم البطريرك الراعي الخلوة بقداس، ألقى فيه عظة استشهد فيها بكلام للبابا فرنسيس، وقال: “السياسة التي تمارس السلطة بطريقةٍ خاطئة هي غير قادرة على الاعتناء بالآخرين، فتسحق الفقراء وتستغل الأرض، وتواجه النزاعات، ولا تعرف كيف تحاور”.

نواب غابوا
تغيّب عن الخلوة كلا من النائبة سينتيا زرازير، التي كانت قد أوضحت موقفها في بيان. كما غابت النائبة بولا يعقوبيان، التي قالت أنها أبلغت البطريرك الراعي سبب عدم مشاركتها بالقول: “كيف نقول نجنا من الشرير والأشرار جميعهم مدعوون؟”، متحفظة على المشاركة “بأي نشاط فيه فرز طائفي”. وغاب كذلك ميشال معوض بداعي السفر، وكلا من أسعد ضرغام، الياس بو صعب، ميشال المر، سامر التوم، وميشال الدويهي.

أما النائبين ملحم خلف ونجاة عون صليبا، فقد نُقل عنهما أنهما اتصلا بالبطريرك الراعي مساء الثلاثاء، وتمنيا مشاركته “الصلاة من قاعة مجلس النواب استكمالًا لاعتصامهما منذ 77 يومًا. وقد أبدى الراعي تفهمًا إيجابيًا لموقفهما”.

صبر أيوب
وحسب أوساط المجتمعين، لم يُسجل ما يستحق التوقف عنده. وقد علمت “المدن” أن “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” تمنيا على المشاركين الانتباه إلى “السلوكيات”، كي لا تفسر أي خطوة أو تصرف بالسياسة. مع العلم أن البطريركية كانت قد عممت منع دخول وسائل الإعلام الى اللقاء.
وعليه، انتهت الخلوة الروحية في حريصا. وقد لا يكون اختيار يوم “أربعاء أيوب” محض صدفة. ربما إلى جانب الصلاة والتأمل يحتاج اللبنانيون إلى بعض من صبر أيوب.