كتب نقولا أبو فيصل “بين رضوض في المشاعر وكسور في الخواطر”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
من المعروف عن الشاعر محمود درويش أنه كتب إعلان استقلال دولة فلسطين في العام 1988 والذي ساهم في تأسيس الدولة رسميًا، لكنه توفي في العام 2008 في مدينة هيوستن الاميركية قبل أن يتحقق حلمه بقيامها ، والذي بات على قاب قوسين بعد سبعين عاماً على النكبة ! وحين سُئل يوماً عن حاله وأحواله ؟ أجاب أنا بخير ، فقط رضوض في المشاعر ،كسور في الخواطر وبعض الخدوش في الذاكرة.يقول طبيبي : لا شيء مميت، خلع في الروح فقط . وهذا أقسى وصف قاله في مواساة نفسه ، وكان درويش أديباً من الطراز الاول حصدت أعماله الادبية جوائز عديدة. وفي هذا الحوار المؤلم الذي انتهى بخدوشٍ، يحق للشاعر ما لا يحق لغيره في تبديل الاوصاف !
وكسر الخواطر مثل الخطأ الطبي الذي لا تفيد فيه الاعتذارات برد العافية الى المريض، لذا إياكم وكسر الخواطر فإنها ليست عظاماً تجبر ! بل أرواحاً تقهر ! وكسر النفس مؤلم ، ومهما بلغت ردة فعلك إحذر أن تكسر قلب شخص، فإنت لا تدري ما أثر الكلمات على نفسه . وربما كلمة طيبة تُغّير مجرى حياة شخص يائس، وكلمة قاسية لا تلقي لها بال تؤلم وتكسر قلباً ينبض سعادة ، فالكلمة السيئة تؤذي ولو ألبستها وشاح المزاح ، والكلمة الطيبة تفرح سامعها ولو كانت مجاملة.
إجبر خواطر من حولك حتى الأعداء إهدِ الناس درساً رائعاً في السلوك والأخلاق ، وفي أقسى أوقات التعب والقسوة كن منبراً للخير والتسامح فالكلمة الطيبة تداوي القلوب , تغسل الهموم وتمسح الدموع
نقولا أبو فيصل
