كتب نقولا أبو فيصل “بين التواصل الاجتماعي والتواسخ الاجتماعي والرقابة”؟
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
يقصد بالتواصل الاجتماعي عامة عملية تفاعل الأفراد مع بعضهم بعضا من خلال الأنشطة الاجتماعية عبر المواقع الالكترونية . ومواقع التواصل الاجتماعي هي منصات عبر الإنترنت تسمح للأفراد بالتواصل والتفاعل في ما بينهم، مثل فايسبوك، اكس ، إنستغرام، سناب شات، لينكدإن وغيرها . وأهمية هذه المنصات أنها تسهل على الأفراد التفاعل مع الأصدقاء والعائلة، مهما كانت المسافة الجغرافية بينهم ، بحيث بات بإمكانهم مشاركة الأفكار بسهولة ، وتساهم هذه المواقع ايضاً في بناء وتعزيز العلاقات الاجتماعية والمهنية من خلال الاتصال بأشخاص من ذوي الاهتمامات المشتركة ، كما يمكنها أن تلعب دورًا هامًا في نشر الوعي حول القضايا البيئية والإجتماعية والسياسية، وتشجيع التغيير الاجتماعي الإيجابي.
ولا بد من الاشارة إلى التغييرات الاجتماعية التي تحدث نتيجة لاستخدام المنصات الالكترونية والتي تتضمن تأثيرًا على العلاقات الشخصية ونمط الحياة والثقافة والسلوك الاجتماعي. وقد تكون إيجابية مثل تعزيز الاتصال وبناء العلاقات، أو سلبية مثل الانعزال وإنخفاض جودة التفاعل المباشر .كذلك توفير الفرصة للأفراد لمشاركة المعرفة وتحفيز عمليات التعلم ، ودعم الترويج لأعمالهم الصغيرة، بتكلفة منخفضة. أما النتائج السلبية فتشمل الانعزال الاجتماعي بحيث يمكن أن يؤدي الاعتماد المفرط على مواقع التواصل الاجتماعي إلى انخفاض جودة العلاقات الشخصية والانعزال الاجتماعي في العالم الواقعي. وقد تسهم هذه المواقع في زيادة مستويات القلق والضغط النفسي بسبب التنافس الاجتماعي والمقارنة المستمرة بين الأفراد ، اضافة الى انتشار المعلومات الكاذبة والأخبار المضللة التي تؤدي إلى نشر السلبية في المجتمع .
ومن التواصل الاجتماعي الى التحرش والتواسخ الاجتماعي عبر هذه المواقع والمضايقات والسلوك غير المرغوب فيه الذي يمكن أن يتعرض له الأفراد عبر هذه المنصات ، ويمكن أن تشمل أشكال التحرش عبر هذه المواقع : الرسائل غير المرغوبة، والتعليقات المسيئة، والمضايقات الجنسية، والمضايقات العنصرية أو العنف اللفظي ، ويمكن أن يؤدي التحرش إلى تأثيرات سلبية على الضحية بما في ذلك التوتر النفسي وانخفاض الثقة بالنفس والشعور بالاضطهاد، ومن المخاطر المحتملة تعرض المستخدمين لانتهاك الخصوصية وتسريب المعلومات الشخصية إذا لم يتم إدارة حساباتهم بعناية بسبب هجمات قراصنة البيانات.وقد يسبب الاستخدام المفرط لهذه المواقع الإدمان الرقمي، حيث ينفق المستخدمون ساعات طويلة على المنصات دون فوائد ملموسة . وهناك التأثير على الصحة العقلية وزيادة مستويات القلق والاكتئاب وانخفاض جودة النوم. ومن الضروري أن يكون المستخدمون مدركين لهذه المخاطر ويتخذون الخطوات اللازمة للحد منها وحماية أنفسهم أثناء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
نقولا ابو فيصل
