كتب نقولا أبو فيصل “بين دولة مرتهنة ودولة فاشلةشعب فاسد”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
يعيش شعب لبنان منذ سنوات حالة من الإحباط العام بسبب الفساد المستشري، والأزمات الاقتصادية والسياسية المتكررة، والتدخلات الخارجية من قبل دول إقليمية ودولية تؤثر على سيادة الوطن واستقلالية قراراته .كما يواجه لبنان أزمة مالية كبيرة مما يضع الدولة تحت رحمة الدائنين الدوليين والمحليين الذين حجز حزب المصارف اللبنانية مدخرات مودعيه لحين إيفاء الدولة لديونهم “حاكمك وربك “وهذا ما يؤثر على قراراتها الاقتصادية والسياسية. أضف الى ذلك فأن الفساد المستشري في مختلف الادارات العامة أدى إلى ضعف المؤسسات الحكومية وبالتالي عدم قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية خاصة مع استفحال الأزمات المتكررة التي جعلت من الصعب تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
ومما لا شك فيه فأن بعض أفراد المجتمع اللبناني هم اساس الفساد أو شركاء فيه أو مستفيدون منه ، سواء من خلال قبولهم دفع الرشاوى لبعض موظفي القطاع العام أو تورطهم في ممارسات غير قانونية أو عدم مشاركتهم الفعّالة في عملية الإصلاح. وهذا ما تسبب بحالة من اليأس والإحباط بين الناس، حيث يشعر البعض بأن المجتمع ككل بات مسؤولاً عن الوضع المتردي. من هنا ضرورة التفكير في الخطوات التي يمكن اتخاذها لإصلاح الوضع والذي يشمل تعزيز الشفافية ومحاسبة المسؤولين عن الفساد وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين بأسرع وقت .
كما أن للمجتمع المدني دورٌ حيوي في الضغط من أجل التغيير والإصلاح، وذلك من خلال التوعية والمشاركة في الانتخابات، ودعم المبادرات الإيجابية.ورغم الإحباط الكبير في لبنان يبقى هناك أمثلة عديدة لأفراد ومنظمات يعملون بجد لإحداث تغيير إيجابي في البلاد من خلال العمل الجماعي والتفاؤل اللذان يمكن أن يكونا دافعًا مهمًا لتحقيق التحسينات. ورغم تعقيد الوضع لكن الحلول تبدأ دائمًا بتشخيص المشكلة ووقف التبعية للزعيم التي هي سبب ضعف الدولة وفشلها والعمل المشترك من أجل مستقبل أفضل.
نقولا أبو فيصل ✍️
