كتب نقولا أبو فيصل “بين المواطن اللبناني الصالح ..ومزاج الناس”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
المواطن اللبناني الصالح هو الذي يعيش حياته بسلام وتصالح مع الله والذات ، ومن المؤكد أن هذا السلوك يجعله يؤثر بشكل جيد على مزاجه ومزاج من حوله ،ويظهر ذلك من خلال تعامله مع الآخرين باللطف والاحترام ، كما يمكنه أن يرفع من معنوياتهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمواطن الصالح أن يلبي بعض حاجات الناس عن طريق تقديم المساعدة والدعم لهم بلا مقابل مما يعزز الشعور بالانتماء الاجتماعي . ومع ذلك يجب أن نفهم أن هذا المواطن ليس مسؤولًا عن مزاج الآخرين بالكامل، حيث إن المزاج قد يتأثر بعوامل خارجة عن السيطرة كالظروف الشخصية والبيئة السياسية في البلاد كما حالنا في لبنان.
وقد يحدث أحيانًا أن يكون المواطن الصالح غير قادرٍ على الحصول على رضا الآخرين رغم جهوده الصادقة ، وقد يحدث هذا لعدة أسباب كإختلاف القيم والعادات والثقافات أو عدم فهم الآخرين لنياته الحقيقية ، أو بسبب طبيعة العلاقة بين الطرفين. وفي بعض الحالات، قد يشعر الناس بالرفض أو عدم الرضا في التعامل مع رجل صالح بسبب انعدام التوافق معه بسبب افكاره واسلوبه ، ومع ذلك، يبقى هذا الانسان متمسكًا بنواياه الحسنة، محاولًا في الوقت نفسه تقديم الدعم والمساندة للآخرين حتى وإن لم يتم قبوله بالكامل. ويحدث ايضاً أن يتم محاربة الموظف الصالح والتحدث عنه بالسوء، نتيجة عوامل عديدة ، منها لأنه قد يهدد مصالحهم المادية أو الشخصية بطريقة ما، أو نتيجة شعور البعض بالغيرة أو الحسد منه.
وقد يكون هناك عوامل اجتماعية عديدة تتسبب بمهاجمة الناس للمواطن الصالح ، ربما لانه يختلف عنهم. وفي هذه الحالة يجد نفسه يواجه تحديات كبيرة في التعامل مع هذه الظروف السلبية ، لكن يتوجب عليه أن يظل محافظاً على إيجابيته وصدقه، وأن يظل متمسكًا بقيّمه ومبادئه، وأن يبحث عن دعم من الأشخاص الذين يقدرونه ، وقد يكون من المفيد أيضًا له التفكير في مسامحة الذين يظهرون العداء تجاهه وخاصة رجال الدين ، وعليه التفكير في معالجة أسباب هذا السلوك بدلاً من الانغماس في الصراعات معهم ، والتي تقلل من شأنه وتجعله ينحدر الى مستويات متدنية في التعامل مع هؤلاء الفاسدين.
نقولا أبو فيصل
