كتب نقولا أبو فيصل “بين الانسحاب من الفوضى والراحة النفسية تعبنا”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
في لبنان ، وتحديداً في مدينة زحلة بات الانسحاب من عجقة المناسبات الاجتماعية حاجة ملحة ، وباتت القدرة على تلبيتها في غاية الصعوبة ، وباتت الراحة النفسية والجسدية ضرورة لتحقيق التوازن بعد تزايد ضغوطات العمل بشكل عام ، بحيث بات من السهل الانجراف في دوامة الانشغال الدائم وعدم الانتظام . ومع ذلك فأن إدراك أهمية الراحة النفسية واتخاذ خطوات فعالة لتحقيقها يمكن أن يساهما بشكل كبير في تحسين جودة الحياة. على أن الانسحاب من الفوضى يجب أن يترافق مع تحديد الأولويات والتركيز على ما هو مهم وما هو أهم ، والتخلص من النشاطات التي لا تضيف قيمة حقيقية والبحث في تنظيم الوقت بشكل فعال .
كما يساهم الانسحاب من فوضى الحياة في تقليل الضغط والشعور بالإجهاد وتحقيق توازن بين ساعات العمل واوقات الراحة ، وتجنيب الانسان ضغطًا نفسيًا ، وترك بعض الوقت له للاهتمام بصحته من خلال النشاطات التي يحبها والاستمتاع بها ، كذلك الاهتمام بالتغذية الجيدة والنوم الكافي . على أن إيجاد الوقت لممارسة الرياضة بإنتظام تساعد في إزالة التوتر والقلق، وتعزيز الصحة العامة والراحة النفسية والجسدية . كما أن التفاعل مع الطبيعة يمكن أن يكون له تأثير مهدئ على العقل ويعزز الشعور بالسلام الداخلي.
أضف الى ذلك فإن وجود روتين حياة يومي ثابت يمكن أن يوفر شعورًا بالاستقرار والنظام ، كما يقلل من الفوضى النفسية ، وصولا الى بناء علاقات جيدة ومتينة من خلال التواصل الفعّال مع الأصدقاء والعائلة وتعزيز الدعم العاطفي والتقليل من الشعور بالوحدة ، وتطوير الذات من خلال تعلم مهارات جديدة أو إحياء مواهب مدفونة في داخل الانسان ، كذلك تعزيز الشعور بالإنجاز والثقة بالنفس والصلاة والامتنان لله على النعم السماوية التي يحظى بها الانسان ومشاركتها مع الفقراء من حوله ، كل هذا يمكن أن يساعد في تحسين الحالة المزاجية والنظرة الإيجابية للحياة عند الانسان”وما بقى بدها حياء من حدا “
نقولا أبو فيصل
