حدد الصفحة

ديما ..لم أسمع أصدق من هذا “الحكي”!بقلم إخلاص القاضي

ديما ..لم أسمع أصدق من هذا “الحكي”!بقلم إخلاص القاضي

إخلاص القاضي*

لم أسمع أصدق من هذا “الحكي”، على لسان الزميلة ديما صادق، ففي حلقتها الأولى ل”بداية جديدة”، أبدعت صادق في مقاربتها، ووضعت كل القوى اللبنانية عقب كل انتكاسة في بوتقة واحدة، كانت حكيمة في دعوتها لعدم الاستثمار في محنة حزب الله المريرة بعد استشهاد سيدها، الشهيد السيد حسن نصرالله، كانت منصفة حين وصفته ب “الحسين”، في إسقاط أعاد التضحية من أجل قضية، كانت منصفة في التذكير بكربلائية إخوتنا الشيعة وأحزانهم التي سطرها الزمن وشعورهم بالاضطهاد والتهميش والوجع والحزن اللامتناهي منذ استشهاد الحسين رضوان الله عليه، كانت محقة في دعوتها “الدولة” إلى احتضان الشيعة، بعدما تخلى عنها من استظلت بظله، ورفع عنها الغطاء في يوم شاحب، وساعة سوداء، وقرار بالتواطىء والعمالة..

وفقت صادق في تحليل مآلات الشيعة، فقد كانت الدولة المركزية بعيدة عنهم، لا تدرك احتياجاتهم، ولا تطلعاتهم، فوجدوا انفسهم ضمن خاصرة فلسطين “قبل النكبة” وطريق سوريا، كأقرب الحدود الجغرافية لسبل الحياة وطرق الرزق، وسرعان ما ضيق الخناق على الشيعة في الجنوب بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وسرعان ما اكتشف الشيعة حجم الحصار والفقر والحرمان، إلى أن استثمر فيهم الاسلام السياسي الإيراني، فكان ما كان..
ما لفتني في حلقة ديما صادق العائدة كعودة الفاتحين خاصة بعد هذا الكم الهائل من الأحداث الدراماتيكية في لبنان وسوريا والشرق الأوسط برمته، أقول ما لفتني بعد ذلك، هو خطابها المتعاطف حقا مع البيئة الشيعية،”مع بيئتها حكما”، حتى وإن كانت “تكابر” ولا تريد أن تقول ذلك صراحة، إلا أن عينيها اللتين حبستا الدمع غير مرة، وهي تتحدث عن بيئتها بصيغة احتضانية، فضحا حبها لها، وهذه ليست نقيصة، أن يحن المرء لبيئته، وهذه المرة تطرح مد يد التعاون بين كل مكونات الدولة اللبنانية، حيث وكما اشارت، بما معناه، جرب الجميع بنا وجربنا بالجميع، لنجرب هذه المرة أنفسنا، أن نرتد للداخل وأن نعبر إلى الدولة، وأن تتفهم الدولة اللبنانية كل مخاوف وهواجس وتطلعات وأماني وأحلام البيئة الشيعية المنضوية تحت لواء الدولة..ليجرب اخوتنا الشيعة معنى الانصهار بالدولة والعمل من أجل مصلحة الوطن وأهله أولا وأخيرا بعيدا عن أي أجندات، وهذه دعوة ليست جديدة من المنظور السيادي، بل أنها متجددة في سياق التغيرات الرهيبة التي غيرت التاريخ والجغرافيا في آن معا..

وعليه، فكما هو مطلوب من الشيعي التخلي”إذا كان القرار بيده” عن الإيراني، كذلك على المسيحي أن يتخلى عن الأميركي والغربي والإسرائيلي، ” إذا كان بالفعل يملك قراره”، وكذلك الحال بالنسبة للدرزي والسني..
إذن هي لحظة تاريخية، جاءت على طبق من تراكمات قسرية، أودت بأحلام الطامحين لاستدامة فائض القوة، ولكنها في الوقت عينه كشفت أيضا عن إيجابية لدى القوى التي تعتبرها قوى الممانعة عدوة، بأنها لم تستثمر في ضعف البيئة الشيعية، ولم تنقض عليها بأفعال انتقامية، لا قدر الله، كما كان يتوقع البعض، أو يحلم، بل أبلت بلاءً حسنا باحتضانها لإخوتنا الشيعة وقتما دكت الصواريخ قلوبنا قبل بيوت الضاحية والجنوب والبقاع وبعلبك، وكل منطقة وصل لها العدوان..
هذه لحظة تاريخية على الجميع، إلقاء إي خطاب فتنوي في سلة مهملات التاريخ، فقد حان الوقت لتتذكروا أن عليكم بناء وطن، لتتشاركوا جميعا في إعادة الإعمار والاستدامة والإنماء والاستقرار السياسي والنقدي، وآن الأوان كي يتنبه أخوتنا الشيعة أن لبنان أغلى من إي مشاريع خارجية، لم تجلب للبنان إلا الويلات، وكلفته أثمانا باهظة، كانت الخسارة فيها لا تعوض، وعلى رأسها استشهاد السيد حسن نصرالله، الذي ترك فراغا كبيرا لا يمكن لأحد أن يعوضه، سواء كنت تحبه أو تكرهه، هذا شأن آخر.
عودوا للبنانكم، انتخبوا رئيسا لكل لبنان، ولا تقسموه أفقيا وعاموديا على مقياس مناطقكم وأحزابكم واسقاطاتكم وانتقاماتكم وكيدكم السياسي الموتور، وأتركوه يعرف كيف يرمم الدولة، ويعيد ترقيع أوصالها، ويطبق قرارات الشرعية الدولية، ويعيد للبنان هويته، وعروبته، وحدوده، وأمنه، وهواه النقي، وبيئته الاقتصادية والاستثمارية الجاذبة، بعدها وقبل أن نتحدث عن هواه وعن شكل تسريحة شعره وحياته الشخصيه، وعدد ساعاته وبدلاته، وقبل أن تلوثوه ببقايا أمراضكم النفسية، دعوه يعمل من أجل ما تبقى من لبنان، من أجل ما تبقى من تراب..من أجل ما تبقى من امل، لعله يكون جسر الخلاص الأخير، إذا …. إذا، لم تقطعوا به حبل الجسر..ذات إلغاء جديد، قد يحاك بليل وغرف مظلمة، وبعدها..لا تلوموا إلا أنفسكم ..وكان الله فقط في “عون” لبنان..
القصة إذن ليست بالشيعية السياسية فقط بل بكل المكونات اللبنانية، التي آثرت الأنا على الكل اللبناني…فكان ما كان، لو كان هنالك دولة مركزية قوية لما تجرأت أي دولة على اختراق لبنان، وأحزابه، وهنا، لا استثني أحدا…الكل أسهم بدمار لبنان، كل على طريقته..
الصحوة …الصحوة …قبل جهنم االأخيرة والآخرة.

*إخلاص القاضي: صحفية ومستشارة إعلام وإتصال

المنظر لحالو بيحكي! مطعم و كافيه قدموس كاسكادا مول تعنايل للحجز 81115115 ‏ Our Online Menu: https://menu.omegasoftware.ca/cadmus Website: www.cadmus-lb.com #Restaurant #Cafe #Lakeside #CascadaMall ‏#5Stars #Lebanon #International #Fusion #Cuisine ‏#Royal #Zahle #SendYourSelfie #Halal #Mediterranean ‏#Lebanesefood #holiday #cadmusrestocafe #food #foodphotoghrafy #delicious #ribs #family #isocertificate #lebanese #yummy #tasty #Cadmus #waffles #wings

 

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com