
إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في ذكرى استشهاده بقلم د. محمد توفيق أبو علي



تُومي بدمعٍ: تُرى هل يصدقُ الخبرُ؟
في دوحة الحلم آهاتٌ معتّقةٌ
والدّنُّ قحطٌ؛ فلا زهرٌ، ولا ثمرُ
آهاتنا حطبٌ، والعمرُ مِجْمرةٌ
والرّيحُ تعصفُ، حتّى يُبْعثَ الشّررُ
أبا بهاءٍ، فما ثَكْلى وما فُجِعتْ
أنا الثّكالى فؤادًا راح ينفطرُ
أناالأيامى اليتامى يصرخون :أبي
أنا ضريحٌ لحلمٍ مادَ ينكسرُ
أنا سوادُ الدّياجي بَوْحُ قافيتي
رَوِيّها من غيوم القهر ينهمرُ
في كامد اللّوزِ أجفانٌ مؤرّقةٌ
عمياءُ بالحبّ…فاخْسَأ أيُّها البصرُ
كان الأسى خبرًا لولا تَفَجُّعُنا
الحزنُ رجْعٌ؛ ونحن الصّوتُ والأثرُ
جدْبٌ هو الكون، ما ضلّتْ مدامعُنا
دربًا إلى الغيم؛ حتّى يهطلَ المطرُ
فكيف تُضْرَمُ نيرانٌ بِمِدْفأةٍ؟
وكيف يحلو على أسماعنا السّمرُ؟
وكيف تغفو جفونٌ بات ساكنُها
نورًا لقبرٍ خَبَتْ من نوره الزُّهُرُ؟
وكيف يورقُ عُنقودٌ بداليةٍ؟
وكيف يَرْمقُنا في لوزه الزَّهَرُ؟
وكيف يصدحُ عُصفورٌ على شجرٍ؟
وكيف لا يكتوي في نسْغِهِ الشجرُ؟
أبا بهاء: مرايانا مُهَشَّمَةٌ
أعِدْ سُداها، يَعُدْ للمِحْجرِ النّظرُ
وتشرقِ الضّادُ في أبهى بيارقِها
حتّى يعودَ إليها لونها النَّضِرُ
القابضين على جمرِ الهوى، عربًا
نبقى…وأرواحنا للموقدِ المَدَرُ
أبا بهاءٍ: إليكَ الضّادُ شاخصةٌ
قل:”للعروبةِ، لا نُبقي ولا نَذَرُ
نحن العروبةُ، والإيمان رايتُنا”
قلْ:” ذا سبيلي” وقل:”للعاهرِ الحَجَرُ”
سلِ الترابَ،سلِ الأطيار، سلْ وجعي
تُجبْ بأنّ اللّيالي شاقَها القمرُ
في العين يُشْرِقُ من لأْلائه صُوَرٌ
بالوجْدِ تُغْسَلُ في لألائها الصُّوَرُ
ويَجْهَرُ الدّمْعُ بالآلام أضعفِها
وفي الحنايا لهيبُ الجرحِ مستترُ
دمعي يُعاتب إسرافي، وأنصحُهُ
فيْضًا…لهذي السجايا تُكْنَزُ الدّررُ
ملاحظة:
هذه القصيدة عمرها من عمر المأساة التي تجلّت في استشهاد الرّئيس رفيق الحريري؛ وهي كتبت في شباط2005.
