«ليلة مجنونة» في افتتاح مهرجانات بيبلوس

كانت ليلة غير مسبوقة لمهرجانات الصيف في جبيل، بحضور هو الأوسع مع صخب وإثارة.

فرقة تستخدم لغة تواصل حديثة مع جمهور يطغى عليه العنصر الشبابي، ما دون سن العشرين، ما منح الحفلة عاطفة مشتعلة الحواس، وباشتغال مسرحي على سينوغرافية صوتية وضوئية، وحركية لا تهدأ ولا تستريح.

مفتتح حاشد في جبيل، أكثر من ثمانية آلاف احتشدوا على نحو ملأ كل شوارع المدينة في ملاقاة فرقة «THECHAINSMOKERS»، ديو أميركي من دي جي ومؤلفين عالميين، يتألف من «أندرو تاغارت» و«أليكس بول» من نيويورك.. كأنها ليلة مهرجان لوحدها، وسبقت الفرقة شهرتها، التي اجتذبت أمس الآلاف إلى ميناء جبيل البحري الجميل.. يتواصلون معها، بنسق عاطفي صاخب، وكبير.

دخان وموسيقى وأنوار، وحركة سريعة على الخشبة، وصفير الجمهور، وملابس من ديو الستايل المميز لمثل هذه الفرق، وإيقاعات تصويتية عالية، ورقص وغناء، وخليط من كل شيء من أصوات الجمهور، والشباب وتنهيداته يتهادى بأجساده وأضواء هواتفه الخليوية إلى أسفل المسرح.

«ليلة مجنونة» بمؤثراتها، وبتأثيرات متبادلة مع الشباب الذي يردد أغاني الفرقة، وفي نصوص آيلة للتأويل، تتقاطع عند الحب جواباً، في شفافية النصوص، والأصوات، في ظاهرة بصرية وسماعية وجسدية، وأداء مفتوح على مختلف المواد كوريغرافياً وسينوغرافياً، والأصوات المباشرة.

كل عنصر من الاستعراض المثير يملك وظيفته التعبيرية، حتى الماكياج والديكور والتشاكيل والتلاوين والإضاءة وإيحاءاتها، والفريق في إيقاعية حركية على الخشبة بمرونة فائقة، بالانتقال من أغنية إلى أغنية، ومن لوحة تشكيلية صوتية إلى لوحة أخرى، والأجساد تصير موسيقى، والموسيقى تصير أجساداً.

حالة من الإبهار. أداء قوي، متماسك، وأصوات جميلة ومرهفة، والفرقة إيقاع شامل يجري صهره مع فرقة لها اسمها وشخصيتها، ورسمها، في ليلة نارية، مرئية جداً وصاخبة، رسمت فضاءها الواسع بأداء فيزيائي غير محدود، وأصوات تركت أثراً، راقصة ومتحركة بكل تشكيلاتها الصوتية والجمالية. ولحظات حب واستمتاع على مدى ساعتين، والشباب كأنه يعيش مهرجانه الخاص وبتفاعلية إيجابية مع الفرقة التي أعطاها زخماً. وكأنه والفرقة بلمسة واحدة، وإيقاع واحد، وابتسامة واحدة، والفرقة أعطت كل ما لديها، في براعة واتقان وتنوع وتمكن، وحضور تعبيري على رهافة، وبذلك العبور الشفاف لحب إنساني شامل تجسده الأغنية الشبابية والعصرية.
يقظان التقي/ المستقبل