هذا ما قد يصيب شبكية العين جراء الإصابة بكورونا !
كتب الدكتور مروان أبو لطيف
منذ ان بدأ فايروس كورونا Covid-19 بالانتشار في لبنان ، كانت ردة فعل غالبية اللبنانيين اعتباره كذبة او لعبة او حتى مؤامرة ، وأدى بطء انتشار الفايروس في البداية ، ومحدودية الحالات ، وقلة عدد الوفيات الى تكريس قناعة اولئك بصحة وجهة نظرهم ، فكان ما شهدناه خلال الاشهر القليلة الماضية من تجاوز لأبسط قواعد الوقاية ، فضلاً عن الاحتشاد في المناسبات العامة والخاصة، كأن لا وباء ولا من يَعدون او يُعدَون .
وبغض النظر عن المقاربات غير الموفقة التي قامت بها الدولة والتي جعلت المشككين يزدادون استهتاراً ،فإن الانتشار المريع للفايروس في الاسابيع الاخيرة ، وامتلاء المستشفيات والازدياد المقلق في اعداد الوفيات،لم يغير في تصرفات المستهترين كثيراً ، معتمدين حجة مفادها أن من مات “خلص عمره”، وان زيادة اعداد الوفيات بالكورونا هو نتيجة صفقات وألاعيب وارقام وهمية .
بناء على ما تقدم أردت تسليط الضوء على ضرورة عدم الاستخفاف بخطر هذا الفايروس الغامض والخطير،الذي وإن لم يؤد الى الوفاة ، إلا أنه وفي حالات غير قليلة يتسبب في مضاعفات مقلقة خاصة للرئتين وكذلك للدماغ والكبد والقلب والكليتين، وأضيف الى ذلك شبكية العينين ، وهو ما تيسر لي رؤيته مع احد المرضى الذي أصيب قبل شهر بالكورونا وشفي مع بقاء مضاعفات بصرية تمثلت بانخفاض في حدة البصر ورؤية بقع سوداء امام العينين تبين بعد اجراء الصور لقعر العين انها عبارة عن أنزفة متعددة صغيرة الحجم مع وجود ارتشاحات وجلطات وريدية صغيرة وتوسع في الاوعية الدموية ، مما ينذر بتداعيات مزمنة غير قابلة للشفاء او على الاقل للتحسين ، علماً أنه في عمر الخمسين ولا يعاني من أي مرض عضوي .
إذن الإصابة بالكورونا محفوفة بخطر اصابة عدة اجهزة وأعضاء بعطب كبير مع ما يستتبع ذلك من قصور وظيفي ، وبالتالي انخفاض في مستوى نوعية الحياة ودرجة الأداء في المهنة والحياة بشكل عام ، وذلك لفترات زمنية قد تكون طويلة أو دائمة .
كل هذا يرتب على الجميع توخي أقصى درجات الحذر والوقاية، كما يلزمنا جميعاً بنشر التوعية وتعميم الامثلة ، وهو ما أصبح شائعاً عند الكثير من المرضى المتماثلين الى الشفاء، والذين يروون مشكورين تجربتهم المريرة مع هذا الفايروس اللئيم .
