كتب نقولا أبو فيصل “سوشيرو هوندا الميكانيكي الفقير من الشحم إلى عرش السيارات” !
ولِد سويتشيرو هوندا في العام 1906 في مقاطعة هماماتسو اليابانية لعائلةٍ فقيرةٍ جداً لدرجة أنَّ خمسةً من إخوانه ماتوا بسبب الفقر والجوع ونقص التغذية، وكان سويتشيرو ولداً لأبٍ فقيرٍ جداً يعمل في ورشةٍ بسيطةٍ لتصليح الدراجات على الطريق،وكانت مهنة والده سبباً أساسياً لتعلُّقه بالدراجات، حيثُ كان يُساعده في عمله في الورشة ، كما كان لوالده تأثيرٌ كبيرٌ فيه وفي حياته المهنية فيما بعد لم يكمل سويتشيرو دراسته ، حيث أنَّه ترك المدرسة في عمر الـ 15 عاماً وهو في الصف الثامن وسبب عدم إكماله الدراسة هو كُرهه أسلوبَ التدريس الروتيني، ولكنَّه كان يُحبُّ فهم عمل المحركات، وقرَّر أن يترك قريته البعيدة جداً وأن يُسافر إلى طوكيو، وهناك بدأت مسيرة الكفاح.
في العام 1938 كان “سوشيرو” شاباً فقيراً.. وكان كل ما يتمناه هو أن يبيع إحدى قطع الغيار التي قام بتصميمها إلى شركة تويوتا,وهو حلم كبير جداً على شاب في مقتبل عمره ، وراح يبذل الكثير من المجهود في تصميم القطعة وتصنيعها , وما أن انتهى حتى توجه إلى مصنع تويوتا ليحقق حلمه ويبيعها لهم…لكن مصنع تويوتا رفضها , بعد ذلك حاول من جديد محاولاً تعديل هذه القطعة,فنجح واشترتها منه تويوتا أخيراً توفر المال لديه فقرر أن يؤسس مصنعاً ينتج قطع غيار السيارات في الوقت الذي كانت الحكومة اليابانية تستعد للحرب ولم تكن المواد الخرسانية متوافرة,فلم يستطع أن يبني مصنعه ، فقرر أن يخترع هو وأصدقاؤه خلطة خرسانية من صنعهم لبناء المصنع الذي يحلم به ، وبالفعل استطاع بناء مصنعه الذي قصفته الطائرات الأمريكية اثناء الحرب العالمية وتبخر كل شيئ!
استطاع أن يعيد بناء المصنع وبدأ في الإنتاج من جديد..لكن زلزالاً رهيباً هدم المصنع من جديد ، فما كان عليه الا ان يبيع حق التصنيع لشركة تويوتا بعد ان فقد كل ما يملك ولم يعد قادراً على الاستمرار في بناء المصنع مرة جديدة ، وفي هذه الفترة كانت اليابان تعاني بعد الحرب من أزمة وقود رهيبة لدرجة أنها كانت توزع الوقود على المواطنين بحصص متساوية ، لذا قرر سوشيرو أن يبتكر من جديد ، ولانه كان يملك ماكينة لقص الحشائش ، عمد الى فك موتورها وركبه في دراجة هوائية كانت عنده ، فكانت أول دراجة بخارية في العالم! أعجب الناس بالفكرة.. صنع الكثير من هذه الدراجات لدرجة أنه فكر في تسويقها تجارياً ، توقع أن يجني الملايين من هذا المشروع لكن هذا لم يحدث ، لان الناس رفضوا استخدام هذا الدراجة نظرا لثقل وزنها وقتها ولكبر حجمها المبالغ فيه ، لذا قرر أن يطور اختراعه وراح يعدل فيه إلى أن نجح في النهاية وجنى الملايين من هذا الاختراع كما حصل على جائزة الإمبراطور لمساهماته الفعالة في المجتمع ، ثم أنشأ مصنع هوندا الذي صار فيما بعد من أكبر المصانع حول العالم والذي بلغت إيراداته للعام 2022 بمقدار 14 مليار ين ياباني بإرتفاع اكثر من مليار ين عن العام 2021
بحث نقولا ابو فيصل
