كتب نقولا أبو فيصل “بين حب المصلحة والمصلحة في الحب كفانا كذباً”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
في حب المصلحة يقوم الشخص بتحديد العلاقة مع الغير بناءً على ما يمكن أن يستفيد منه، سواء كانت العلاقة مادية أو عاطفية، دون النظر إلى مشاعر الطرف الآخر بشكل كافٍ . وبمعنى آخر يستفيد الشخص من العلاقة بدون أخذ إحتياجات أو مشاعر الشريك بعين الاعتبار , كذلك يمكن أن يستفيد الشخص بشكل أكبر من الشريك سواء كان ذلك من خلال استخدام موارده أو الحصول على دعم عاطفي دون إعطاء الكثير في المقابل. أما المصلحة في الحب، فهي عندما يضع الشخص مصلحة الشريك في عين الاعتبار ويأخذ بها في قراراته وتصرفاته ويعمل على تعزيز سعادته ورفاهيته بدلاً من التركيز فقط على إفادته بالشخصي .
والمصلحة في الحب تعني أن الشريكين يتبنيان منهجية “الفوز للجميع”، حيث يعمل كل منهما على تحقيق سعادة ورفاهية الآخر الى جانب سعادته الشخصية ، وتلبية احتياجات الآخر ودعمه ، أما المصلحة في حب الوطن فأنها تشير إلى الاهتمام به والعمل لصالح تقدمه ورفاهيته دون النظر إلى المكاسب الشخصية ، كما تشمل العمل من أجل مصلحة الوطن والمجتمع، والتضحية لأجل تحقيق التقدم بغض النظر عن المكاسب الشخصية. والمصلحة في حب الوطن تكون في بناء المجتمع والدفاع عن قيمه ومصالحه، والسعي لتحقيق التنمية والازدهار للجميع دون استثناء.
كما تعني المصلحة في حب الوطن أن يعمل المواطن على تطوير بلده ومجتمعه وتحسين ظروفه المعيشية وظروف من حوله ودعم العدالة والمساواة. وحقيقة حب الوطن ليست شعارات ولا عنتريات فارغة ، بل هي تجرد وإخلاص وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ،وتشير التقارير أن نجاح معظم الحكومات في العالم ليس بسبب مواردها فقط، بل بفضل العقول المحركة لهذه الحكومات وتغليبها المصلحة العامة.ويجب عدم التجرد من الاخلاق لاثبات حب الوطن الذي يكون بالأخلاق الحميدة وليس الشتيمة!
نقولا أبو فيصل
