الحريري: الحكومة جاهزة و”انا بيّ السنة”
أكّد رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري أنّ خطابه السياسي محكوم دائماً بالتفاؤل رغم كل الازمات، معتبراً في مؤتمر صحافيّ رداًَ على خطاب أمين عام “حزب الله” السيّد حسن نصرالله، وتوضيحاً لاخر المستجدات الحكومية خصوصاً على خطّ العقدة السنيّة، معتبراً أنه “كلما حاولنا فتح باب ضوء للبلد يأتي من يغلقه، وربما هناك جهات لا تريد إعطاء البلد فرصة وربما لا يريدون ان يكون هناك حكومة، أنا لا أريد الدخول في أي عملية غش للبنانيين، وأن اقول لهم بأن البلد بأفضل حال، ولست قادرا على إقناعهم بنظرية بي الصبي وأم الصبي”.
ورأى الحريري أنّ “هناك حقيقة يجب قولها وهي أن تأليف الحكومة إصطدم بحاجز كبير البعض يسميه بأنه نواب “سنة 8 آذار”، لكنني أرى أنه كبير جدا وعبّر عنه الامين العام لحزب الله، وهناك قرار من “حزب الله” بتعطيل تشكيل الحكومة، وآسف بأن يضع نفسه في موقع المؤخر لتأليف الحكومة، ولم أكن أتوقع ذلك لان الحديث معي كان مختلفا”، لافتا الى أنه “لم يكن هناك إستلشاق بموضوع “سنة 8 آذار”، وكان جوابي واضحا من اللحظة الاولى، ولم أكن أناور وقلت لـ”حزب الله” وللجميع بان هذا الامر لا يمكن أن يمر ورفضي كان نهائيا، وقلت من اللحظة الاولى، إذا كنتم مصرّين “فتشو عا غيري” وكان الجواب فلنعمل على حلحلة العقد الاساسية”.
وتابع رئيس الحكومة المكلّف “كلكم سمعتم “شو إنتو ما بتعرفوناش”، ولكن الأمر لا يستحق لا سنة ولا مئة، ولا داعي أن ينتظر السيد نصرالله يوم القيامة”، كاشفاً أنه “بعد إعلان “القوات” قبولها بالعرض الذي قدمته كان الجميع ينتظر الحكومة الاثنين أو الثلاثاء وكنت أنا والرئيس برّي على استعداد للذهاب الى بعبدا، والبعض كان يراهن على أن “القوات اللبنانية” ستعطل التأليف، وعندما وافقت “القوات” أخذوا المهمة بيدهم”.
وأوضح الحريري “كنت أقول دائما بأن لبنان يستحق التضحية، وكل شيء يرخص أمام مصلحة لبنان وشعبه، ولا أقبل أن يتهم أحد سعد الحريري بالتحريض الطائفي والمذهبي”، مؤكّداً بنبرة عالية “أنا “بي السنة” في لبنان، وأعرف أين مصلحتهم وكيف أحميهم وأدافع عن قضاياهم، ولا يمكن أن تكون طائفة ملحقة بمحور، وليس صحيحا أنني أريد أن أحتكر تمثيل السنّة بدليل وجود سني يسميه رئيس الجمهورية وسنّي إتفقت عليه مع الرئيس نجيب ميقاتي”.
وشدّد في السياق ذاته على أن “ليس سعد الحريري من يقبل بتعطيل البلد والدستور وشلّ المؤسسات، والدليل الأكبر ما حصل بمجلس النواب بالامس، وليس سعد الحريري من يقبل بالتعدي على الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف”، جازماً أن “الوفاء يكون للبلد والناس ومصالحهم وحقوقهم، فنحن مدرسة وفاء للبنان والدستور والطائف والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي “وما حدا يزايد علينا”.
واعتبر الحريري أنّ “تأليف الحكومة سهل إذا عدنا للاصول، وهذه مهمتي أنا ورئيس الجمهورية “وأنا عملت يلي عليّ” والحكومة جاهزة وليتحمل الجميع مسؤولياتهم”، مردفاً “التقيت الجميع في المشاورات النيابية و3 نواب سنّة فقط التقيتهم مستقلين والباقون جاؤوا مع كتلهم”.
وشدّد الحريري على أنّ “إتّفاق الطائف هو دستورنا، وأؤكد عليه ولنبقى في إطار حسن النيّة ولا أشكك بنية “حزب الله” ولكن هذا الاشكال تم افتعاله خصوصا انني كنت واضحا بموقفي منذ البداية، وأنا رئيس مكلف ولي صلاحياتي وليس “حزب الله” من يشير إليّ بتمثيل هذا أو ذاك”، لافتا الى أنّ “المشكلة ليست خارجية، إنما هي في كيفيّة إدارة الامور في البلد ومنذ البداية قلت إن المشكلة ليست في الخارج، وإذا استمرينا بهذه العقلية “رح يفرط البلد”، وهناك واقع حقيقي سواجهه لبنان في ظل العقوبات الاميركية، ولا نقول إننا نريد عزل اي فريق سياسي و”حزب الله” يمثل جزءاً من الشعب اللبناني ونحترم هذا الامر”.
وصرّح الرّئيس المكلّف تشكيل الحكومة “اللي بيني وبين جبران رح يضلّ بيني وبينو”، ولو كان هناك حلّ لكنت ذهبت الى رئيس الجمهورية”، مؤكّداً مرّة جديدة أن “سعد الحريري لا ينكسر فقد حاولوا كسره طوال 13 سنة ولم ينكسر”.
وفي الختام، أجاب الحريري ردّاً على سؤال حول “متى يمكن أن يعتذر عن تشكيل الحكومة”: “كل شي بوقتو حلو”!
