الحكومة وتوزيع الحقائب: الحريري يُغضب برّي وجنبلاط

في الوقت الذي كانت تحلّ فيه عقدة توزير سنّي، من قوى الثامن من آذار، وفي إطار البحث عن مخارج تفصيلية أخيرة لتوزيع الحقائب، برزت مشكلة حول وزارتي البيئة والصناعة وفق ما تفيد معلومات “المدن”.

مقايضة مرفوضة
وتشير مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة، إلى أن الرئيس سعد الحريري قدّم اقتراحاً إلى الرئيس نبيه برّي، للحصول منه على تنازل عن حقيبة وزارة البيئة. لكن برّي رفض ذلك رفضاً قاطعاً، معتبراً أنه اتفق مع الحريري منذ زمن على هذا الموضوع. وبعد رفض برّي، عاد الحريري واقترح على رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط التنازل عن وزارة الصناعة، لتكون من حصة الرئيس نبيه بري، مقابل الحصول منه على وزارة البيئة بالمقايضة. لكن طرح الحريري جوبه برفض إشتراكي قاطع. ويعتبر الإشتراكيون أن الحريري يتراجع عن إتفاق مسبق، كان قد أبرمه مع كل من بري وجنبلاط، وذلك في سبيل تعزيز حصته.

التضامن مع الاشتراكي
وحسب ما تكشف المصادر، فإن جنبلاط أوصل رسالة إلى الحريري بأنه جاهز للخروج من الحكومة، إذا ما تعرضت حصته لأي مسّ، أو تغيير عن ما كان قد اتفق عليه سابقاً. وقد أجريت سلسلة اتصالات بين الإشتراكي وكل من برّي وحزب الله، الذين أبدوا تضامنهم مع الإشتراكي، بينما يقف الوزير جبران باسيل إلى جانب الرئيس سعد الحريري في هذا المطلب.

وتشير المعلومات أيضاً، إلى أن الرئيس نبيه بري أوصل رسالة إلى الحريري، مفادها بأنه من غير المقبول التراجع عن الإتفاقات التي جرى إبرامها، وبأنه لا يقبل بأن يدخل أحد في العلاقة بينه وبين جنبلاط، وهو لا يسمح لنفسه بالاقتراب من حصة الإشتراكي أو التدخّل فيها. وحسب ما يعتبر البعض، فإن الحريري يطالب بوزارة البيئة، نظراً لحسابات متعددة لديه مع باسيل، حول ملف النفايات والمطامر والمحارق. ويستغرب بري سبب تراجع الحريري عن تسليمه وزارة البيئة، معتبراً أن الحريري هو من عرض عليه هذه الوزارة، ووافق عليها، وهو ما عاد مستعداً للتنازل عنها.