الموانئ العربية وقدرتها لمواجهة الازمة الاقتصادية العالمية!
كتب نقولا أبو فيصل*
رغم الأزمة المالية العالمية حققت موانئ الشرق الأوسط نموًّا ملحوظا حتى في السنوات الأخيرة التي شهدت إضطرابات سياسية وأمنية مما أثر في الناتج الإجمالي للشرق الأوسط؛
كما أن الموانئ العربية أظهرت صلابة في مواجهة هذه الاضطرابات والتحديات حيث إن موانئ خليجية عدّة شهدت تطورًا بسبب الاستثمارات الكبيرة التي تم ضخها في هذا القطاع الحيوي الذي يتحكم في معظم حركة التجارة.
فقد ارتفع عدد الحاويات المتداولة في موانئ الشرق الأوسط من 42 مليونا إلى 55.8 مليون حاوية بين عامي 2008 و 2013. أما في العام الجاري فيتم التدوال بما يقارب 60 مليون حاوية في الوقت الذي يبلغ فيه عدد الحاويات المتداولة في الموانئ حول العالم حوالي561 مليونا.
والملاحظ وجود فوارق واضحة بين موانئ المنطقة في التصنيف الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي لقائمة 140 دولة، بحيث تأتي المغرب في المركز الـ41، ومصر في المركز الـ55، والكويت في المركز الـ74، ولبنان في المركز الـ80، وتونس في المركز الـ92 عالميا، فيما استقرّت دول عربية اخرى ضمن قائمة الأسوأ في العالم، بحيث احتلت الجزائر المركز الـ111 عالميا من حيث جودة البنية التحتية للموانئ، وموريتانيا المركز الـ121، بينما خرجت اليمن وليبيا من التصنيف نتيجة عدم توفر البيانات.
وعن واقع الموانئ العربية نورد بعض الاحصائيات التي نشرتها الوحدة الاقتصادية في صحيفة الشرق الاوسط :
* الإمارات والسعودية ومصر من ضمن أفضل 20 دولة عالميا من حيث خدمات الشحن؛
* سلطنة عمان إرتفعت أسهمها بعد الاستثمار في ميناء صلالة، قبل أن تتراجع الى المركز الـ25 مؤخرا؛
* المغرب حافظت على موقعها في المرتبة الـ20 عالميا بعد التوسعة التي تمت في ميناء طنجة؛
* ليبيا تقدمت إلى المرتبة الـ104 عالميا رغم الاضطرابات السياسية؛
* سوريا سجلت تقييما جيدا مستفيدة من واقع أن الحرب لم تشتد على شريطها الساحلي في اللاذقية وطرطوس؛
* العراق وتونس تحسنت فيهما خدمات الشحن: فقد قفزت تونس إلى المركز الـ100 عالميا، والعراق الى المركز الـ121 عالميا؛
* البحرين انتقلت بثبات إلى المركز الـ48 عالميا؛
* قطر أدى بناء ميناء الدوحة الجديد الى تحسين وضعها مؤخرا ، علما أن تكلفة مشروع ميناء الدوحة بلغت 7.4 مليار دولار؛
* إيران حصلت على لقب أسوأ ميناء نتيجة العقوبات الاقتصادية المستمرة لسنوات. لكن إلغاء أو تقليص العقوبات مستقبلا لا شك سيؤدي إلى تغيّر هذا الوضع.
وبالخلاصة فإن تقوية خدمات الشحن في موانئ المنطقة أمر حيوي بعد أن تم ضخ 40 مليار دولارا في توسعة الموانئ العربية، ولعل أهمها ما قامت به شركة موانئ أبوظبي لتطوير “ميناء خليفة” المرتبط بالمنطقة الصناعية في الامارات، والسعودية في تطوير “ميناء الملك عبد الله”، والكويت في تطوير “ميناء مبارك الكبير”.
*رئيس تجمع الصناعيين في البقاع مدير عام مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية
