عباس ابراهيم.. لواء برتب كثيرة

كتب نادر حجاز في موقع mtv:

“أعدكم بعدم قطع الكهرباء الى الصفر”.. هذا ليس بتصريحٍ صادر عن وزير الطاقة ولا عن مؤسسة كهرباء لبنان، ولا حتى من رئيسي الجمهورية والحكومة، إنما هو وعدٌ “كهربائي” في عزّ زمن العتمة أطلقه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم من نقابة المحامين في طرابلس قبل أسبوعين.

اهتمامات اللواء الأمنية لا يبدو انها تشغله عن أزمات البلد الكثيرة، وقد بات واضحاً أنه “الدينامو” في اتفاقيات الفيول مع العراق، وقد زفّ منذ أيام خبر رفع بغداد للكمية التي تعطيها الى لبنان من مليون طن الى مليونين. 
“العراق طلع أكرم منّا”، قالها ابراهيم ممازحاً، معلناً عن خطوة أخرى على خط أزمة الخبز متقمّصاً هذه المرة دور وزير الاقتصاد، قائلاً: “طلبنا الطحين من العراق وقد تبيّن أن العراق ليس لديه مخزون طحين ووعدنا بتقديم القمح بدل الطحين”.
الا أن الوعد يبقى حبراً على ورق بانتظار التنفيذ، فاللبنانيون لا زالوا يعيشون على العتمة وطوابير الخبز لا تنتظر قوافل القمح والطحين الموعودة، والمطلوب وقف هذا الذلّ اليومي، وهذه ليست مهمة اللواء طبعا الا اذا استقال الوزيران المعنيان من مهامهما ومسؤولياتهما أمام شعبهما.

يكاد يكون من بين قلّة من المسؤولين الذين يعبرون بين المناطق على اختلاف انتماءاتها، تماماً كما تحط طائرته بين العواصم الشرقية والغربية وهي على طرفي نقيض. 
ففي الأسابيع الماضية كانت لافتة زيارات اللواء ابراهيم المناطقية، وإطلالاته في لقاءات تكريمية في أكثر من مناسبة، متجاوزاً الملفات الأمنية التي برع فيها، شاكياً هموم البلد والحال التي وصلت اليه البلاد، معتبراً أننا “في وطن يطوف على رمال متحركة، وللأسف ما زال وطننا ساحة يتصارع فيها الآخرون وصندوق بريد إلى كل الإتجاهات وهو مرشح للتدهور أكثر فأكثر”.
تبدو تصريحات ابراهيم صريحة، وتتعدّى حدود مهمته الرسمية الأساسية الموكلة اليه، وتؤشّر الى ما يمكن ان يلعبه من أدوار في المستقبل.
تاريخ اللواء القادم من تجربة عسكرية أمنية كبيرة، يزخر بمهمات معقدة قادها الى خواتيم سعيدة، من راهبات معلولا الى العسكريين المخطوفين ونزار زكا وسواها. حتى أن الأميركيين استعانوا بقدراته وطلبوا منه المساعدة بخصوص محتجزين أميركيين في سوريا.
فالسياسة ليست بعيدة عنه، ولا السياسيين، وما ينتظره لن يكون أقلّ أهمية من الأدوار التي لعبها. وهو ابن الطائفة الشيعية المرضيّ عنه في البيت الداخلي، لكنه المنفتح على الجميع في الوقت نفسه. فما بين الضاحية وواشنطن، قد يكون الوحيد الذي يحمل جواز سفر غير عاديّ والقادر على تدوير الزوايا. وإن كانت مسيرته لا تخلو من انتقادات على خلفية التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وما أشيع في هذا الملف بغض النظر عن دقته من عدمها، أو أزمة جوازات السفر وانضمامها الى طوابير الانتظار، وان كان أوضح مراراً أنه غير مسؤول عن هذه المشكلة انما المشكلة بالاعتمادات وبالشركة الموكلة طباعة الجوازات.
وعود كثيرة سبق وقطعها اللواء ابراهيم ووفى بها، فهل سيفي بوعوده في زمن العتمة والجوع كما صدق في زمن الأمن الضائع؟ وأي محطة ستكون التالية؟

انه لواء برتب كثيرة في بلدٍ كثرت فيه المراكز وقلّ فيه المسؤولون