بين حقوق وواجبات المرأة … والتعنيف الجسدي
هناك خيط رفيع يربط بين حقوق وواجبات المرأة وقليلون هم الذين يعرفون التفريق بينهما وبين تبادل الأدوار بينهما , وبات البعض يفهم الحق في الحرية خطأً ، لذلك نرى أن الحرية إذا إفتقدت لحس المسؤولية أصبحت تمرداً لا حرية , على أن الافراط في محاولات “الاسترجال” والذكورية الزائدة في ايامنا هذه لم يعد مجدياً ، فالمساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة هو حق أساسي ، ومن حق النساء أن يعشن بكرامة ويتحررن من الحاجة والخوف والعنف ، وتعتبر المساواة بين الجنسين أيضاً شرطاً لتطوير التنمية وخفض نسبة الفقر ، كما أنها تساهم في تمكين النساء إيجاباُ من تحسين إنتاجيتها في كافة المجتمعات ، وتحسين فرص العمل للأجيال القادمة.
يقول استاذ الفلسفة النروجي جوستاين غاردر : “أن المجتمع الذي لا يثقف ويدرب المرأة مثل الرجل “الذي يدرب ذراعه اليمنى فقط” بدوره الكاتب الروسي ليون تروتسكي أعتبر “انه لا يوجد حب متبادل بين الزوجين طالما أن غسيل الصحون من واجبات المرأة فقط بنظر بعض الشعوب “وإذا كان لدى البعض حساسية تجاه طرحنا للمواضيع المتعلقة حول حقوق المرأة ، فهذه مشكلتهم ، ولا يمكن غض النظر عن تعنيف المرأة في ايامنا ، فالعنف ضد النساء والفتيات يشكل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان حيث تتعرض امرأة من كل ثلاث نساء في جميع أنحاء العالم للعنف الجسدي والجنسي وربما النفسي .
وعندما نتحدث عن العنف ضد المرأة فأننا نعني به العنف الذي يمارسه رجال يعيشون معها ، مثل الشريك والزوج والأب والأخ ويتنوع العنف من ضرب الى سوء معاملة ، وتشير الدراسات إلى أن خطر العنف الزوجي يتربّص بالنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و44 عامًا، وفي فرنسا وحدها تموت امرأة كل ثلاثة أيام، سواء في المدن أو في الارياف بسبب ضربات الازواج ، وذلك بحسب الإحصاءات التي أعلنت عنها وكالة الحقوق الأساسية التابعة للاتحاد الأوروبي بعد إجراء مسح شمل 42 الف امرأة.
بحث نقولا أبو فيصل
