كتب نقولا أبو فيصل “كنيسة القديسة هريبسيمه في يريفان”!
من كتاب “أرمينيا موت وحياة تتجدد”
Armenia death and life renewe
كنيسة القديس هريبسيمه هي كنيسة رسولية أرمينية من القرن السابع وعمرها تجاوز الالف واربعمائة سنة ، تقع في مدينة فاغارشابات (اتشميادزين) . وهي واحدة من أقدم الكنائس الباقية في البلاد بناها الكاثوليكوس كوميتاس أغسيتسي في العام 618 لتحل مكان الضريح الأصلي الذي بناه الكاثوليكوس ساهاك الكبير في العام 395 والذي يحتوي على رفات القديسة الشهيدة هريبسيمه ، تشتهر هذه الكنيسة بهندستها المعمارية الرائعة ذات الطراز الأرمني الذي يعود الى الفترة الكلاسيكية والتي أثرت على العديد من الكنائس الأرمنية الأخرى. يبلغ طولها 22.8 مترًا وعرضها 17.7 مترًا ، وفي العام 2000 أدرجتها اليونسكو كموقع للتراث العالمي إلى جانب الكنائس الأخرى القريبة منها ، بما في ذلك كاتدرائية إتشميادزين،اشارة الى أن الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية تعّيد للقديسة هريبسيمه في الاول من شهر تموز؛ كما يتم احياء ذكرى غايان ورفاقها بشكل منفصل بعد فترة وجيزة. اما في التقليد الروماني الكاثوليكي والأرثوذكسية اليونانية والكنيسة الأرثوذكسية في أمريكا، فأنه يتم إحياء ذكرى القديسة هريبسيمه ورفاقها في ايلول.
يعتبر المظهر الخارجي الضخم للكنيسة أحد الإنجازات العظيمة للعمارة الأرمنية في العصور الوسطى ، وقد وُصِفت بأنها “واحدة من أكثر المباني تعقيدًا في العمارة الأرمنية”. وهي نموذج لجمال العمارة الكنسية الأرمنية القديمة ، وهذه الكنيسة ليست الوحيدة في ارمينيا بهذا التصميم المعماري، فهذا الشكل معروف على نطاق واسع في تاريخ العمارة الارمني باسم “نوع هريبسيمه” لأنها المثال الأكثر شهرة لهذا الشكل. وتشمل الكنائس البارزة ذات التصاميم المماثلة لها من القرن السادس : كنيسة سورب هوفانيس (القديس يوحنا) في أفان ،كنيسة سورب كيفورك (القديس جورج) في جارناهوفيت ، كنيسة الصليب المقدس في سورادير ، كاتدرائية الصليب المقدس في أغتامار ، وكنيسة سورب أستفاتساتسين (والدة الرب المقدسة) في فاراجافانك ، كما تم العثور على الشكل المعماري نفسه في جمهورية جورجيا الجارة لارمينيا حيث تشمل الأمثلة كنيسة أتيني سيوني ودير جفاري ودير مارتفيلي .
تحظى هذه القديسة بشعبية كبيرة وتعتبر مع رئيسة الدير الراهبة غايان مع 38 راهبة أولى الشهداء المسيحيين في تاريخ أرمينيا ، لقد تعرضوا للاضطهاد والتعذيب حتى الموت على يد الملك درتاد الثالث ملك أرمينيا ، وبحسب الروايات، قطع الجنود ألسنتهم، وثقبوا أعينهم، وقطعوا أجسادهم وأحرقوها ، وكانت هريبسيمه تنتمي الى عائلة رومانية ملكية هربت من روما الى الاسكندرية ومنها الى ارمينيا هرباً من الإمبراطور دقلديانوس الذي طلبها للزواج لشدة اعجابه بجمالها ، وقد شكلت ورفيقاتها من الراهبات المسيحيات المتدينات اللواتي تنسكن في دير روماني نهاية القرن الثالث مثالاً في الشهادة ، وتكريمًا لها يظل اسمها اسماً نسائياً شائعاً في بلاد الارمن وإثيوبيا وإريتريا ومصر ، حيث تعد من أكثر القديسات تبجيلًا في إثيوبيا . وهي معروفة باسم أرسيما لديهم ، كما يوجد في إثيوبيا ثلاث كنائس وأديرة تحمل اسمها من بينها الكنيسة الاقدم الموجودة في جزر بحيرة تانا . تنظم الكنيسة الإثيوبية رحلة حج سنوية إلى هذه الكنيسة في شهر كانون الثاني ، وهناك أناشيد مسيحية تمدح إيمانها واستشهادها ، كما يتوفر الكتاب الذي يحمل عنوان جيدلي أرسيما والذي يعني “حياة أرسيما” في كل المكتبات الدينية في إثيوبيا ويروي السنكسار الإثيوبي قصة هذه القديسة ، ويطلق عليها الأقباط الأرثوذكس اسم “القديسة أرابسيما”. وتكرّمها بعض الكنائس الأرثوذكسية باسم “القديسة ريبسيميا”
بحث نقولا ابو فيصل ✍️
