كتب نقولا أبو فيصل “بين تلاقي الارواح والتخاطر الذهني”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 5
قال لها “لقيت روحي بعد ما انا لقيتك” أجابته “عند تلاقي الأرواح لا يبقى للمسافات من معنى” وهكذا فأن عدم قدرة شخص على اخراج شخص أخر من تفكيره هو بسبب ان الشخص الآخر يفكر به ايضاً”وهذا يسمى تخاطر او تلاقي أرواح حيث ان الاشخاص يفكرون ببعضهم بعضاً ، ولكن ينتظرون من يبادر أولاً بأخبار الاخر ، والشخص العاقل هو من يمتلك القدرة على تحويل المحن الى منح وتحويل التحديات الى فرص وأن يبادر ، وهو الذي يرى ويبصر وسع الحلول في كل مشكلة ، كما يمتلك امتياز الاطمئنان وحسن الظن بمشيئة الله.
والتخاطر هو تلاقي الأفكار واقتراب الارواح وإجتماع الرؤى وتوحدها في علم الاتصال ، والارواح في القرآن هي مثل “الجنود المجندة مَن تلاقى منها ائتلف !ومن تنافر منها أختلف” والانسجام بين البشر هو ما لا يدركه الكثيرون بحيث يحدث تلاقٍ غير عادي بين الأرواح البشرية وهذا التلاقي عادة ما يكون مرتبطاً بحالة الانسجام الفكري والارتباط الإنساني بين شخصين لدرجة أنهما يستشعران وكأنه يوجد بين روحيهما همزة وصل فهنا يحدث الكثير من المصادفات الحياتية بينهما. وفي هذا السياق يقول الكاتب الفلبيني خايمي تي ليكوكو “عندما يحين وقت لقاء الأرواح لا يوجد شيء على وجه الأرض يمنعها من الاجتماع بغض النظر عن مكان تواجدها. وعندما يكون القلبان مخصصين لبعضهما بعضاً، فلا توجد مسافة بعيدة جداً، ولا يوجد وقت طويل جداً ، ولا يمكن لأي حب آخر أن يفرقهما “
ويظهر تلاقي الأرواح في حياتنا في مواقف غريبة لا نستطيع تفسيرها، مثل أن ترى شخصاً لا تعرفه فتتوقف لحظة محاولاً استيعاب ذلك ، وقد شعرت أن هذا الوجه تألفه، أو أن تجلس مع شخص للمرة الأولى وبعد دقائق معدودة تشعر بأنك تعرفه منذ زمن بعيد، أو أن تتحدث مع شخص لا تعرفه فتجده يُكمل أفكارك وربما يجيب عما ترغب في السؤال عنه قبل أن تسأل ! أو عندما تلتقي روحان فأنهما يتعرفان على بعضهما بعضاً بالقلب ، وبحكم التعريف، فإن رابطة توأم الروح هي رابطة روحية معينة بين كائنين تظهر في مشاعر كل منهما إنجذاباً للاخر فالانطباع بالراحة الفورية يبدأ منذ بداية العلاقة ، والانسجام بينهما يرافقه شعور بأنهما “على نفس الموجة”وسهولة التواصل وفهم بعضهما بعضاً يتم منذ اللقاء الأول، وأحيانًا حتى دون الحاجة إلى التحدث يتأكد انتماء الروحين الى نفس العائلة
نقولا ابو فيصل
