كتب نقولا أبو فيصل “بين أزمات صغيرة وقادة كبار! وأزمات كبيرة وقادة أقزام”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
إذا كان بعض السياسيين اللبنانيين يعانون اليوم من أزمات صغيرة مثل إنعدام هيبة الدولة في بعض المرافق الحكومية وتفشي الفساد وعدم تمكنهم من لجم الهدر في الادارات العامة ، فكيف بإستطاعتهم حل الأزمات الكبيرة المتوارثة في الاقتصاد والمال والديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة والحريات؟ وبدون أدنى شك فإن أقل ما يمكن وصف هؤلاء به إنهم أغبياء في السياسة ! وفي التاريخ يروى عن نوح أنه عندما سئل عن الألف سنة التي عاشها أجاب أن العمر قصير مهما طال ، وعن سليمان الحكيم يروى انه عندما سئل عما حاز من مُلك عظيم ، أجاب أن الإنسان فقير مهما ملك ، وعندما سئل فرعون عن بحر أطبق عليه، أجاب أن طعم الملح أزال حلاوة المُلك ، وعندما سئل كل الذين ذاع صيتهم أجابوا أن أبلغ درس خرجوا به من الحياة هو عدم الركون الى الدنيا ، فاستبشروا خيرًا يا لبنانين لقد إقترب الفرج .
وفي لبنان يبقى تصنيف القادة بين عظماء وأقزام موضوعًا واسعًا ومعقدًا، نظرًا للاشتباك السياسي الطويل الذي تغذيه الطائفية ، ففي حين ينظر البعض الى عهد الرئيس بشارة الخوري ويعتبروه من القادة العظام ، يتحدث أخرون عن فساد فاضح قام به شقيقه ، كذلك الامر بالنسبة لامراء الطوائف المسيحية والإسلامية فأن كل طائفة تعتبر “حبيبها عسل” كما يعتبر من القادة العظام أولئك الذين تركوا بصمات إيجابية دائمة على البلاد، سواء من خلال تحقيق الاستقلال، الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، أو دعم الوحدة الوطنية. بينما يُعتبر من القادة الأقزام اولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم أساءوا استخدام السلطة أو فشلوا في تحقيق تطلعات الشعب، وتسببوا في خراب البلاد وافقار العباد من كل الطوائف .
وفي قائمة القادة الكبار يسجل للرئيسين كميل شمعون وفؤاد شهاب أنهما لعبا دورًا في تقوية العلاقات الدولية للبنان ودعم الاقتصاد ، كذلك الحال مع الرئيس الشهيد بشير الجميل الذي أرهب الفاسدين من يوم انتخابه وصولاً الى يوم اغتياله . وينسب الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق الذي يُعتبر من الشخصيات البارزة في إعادة بناء بيروت بعد الحرب الأهلية وقيامه بتنفيذ العديد من المشاريع التنموية في بيروت ، أنه تغاضى في عهده عن صفقات في السياسة والمال على طريقة “مرقلي لمرقلك” وساهم في دعم الاقتصاد الريعي على طريقة “شرايتو وبلا تربايتو ” وينسب الى الرئيس ميشال عون أنه حاول مكافحة الفساد فتم محاصرته “وقامت الارض وقعدت” وبات عهده عهد تصريف اعمال . الى ذلك يحتل المرتبة الاولى في تصنيف القادة الاقزام شلة من السياسيين المتورطين في الفساد مثل بعض الأسماء المتداولة في فضائح الفساد الكبيرة، والتي أثرت سلبًا على الاقتصاد وأداء الدولة، ولا ارغب في تسمية حاكم المال رياض سلامة ومشغليه حزب المصارف اللبنانية وراوول الغبي وبعض الوزراء ورؤساء الاجهزة الامنية السابقين .
نقولا ابو فيصل
