نقولا أبو فيصل يكتب:”بين المتعة والسعادة ..وعبادة الذات”!
في دراسة مبسّطة يعطي فيها علماء النفس سبعة فوارق جوهريّة بين المتعة والسّعادة. وهي أن المتعة تكون لساعات، أمّا السّعادة فهي لسنوات. المتعة عضويّة أمّا السّعادة فهي نفسيّة. المتعة تُؤخذ أمّا السّعادة فإنّها تُعطى. المتعة يشعر بها الشخص بمفرده، أمّا السّعادة فإنّه يٌشعر بها مع الأوساط الاجتماعيّة. المتعة قد تحتاج إلى مخدّر أو غير ذلك، ولن تحتاج السّعادة إلى مثل تلك المواد. المتعة مصدرها الدوبامين، والسعادة مصدرها السيروتونين، يضاف إلى ذلك أنّه كلّما سعى الإنسان وراء متعته زادت تعاسته.
ولأنّ الطبع يغلب التّطبع، فإنّ الوحدة والتوحّد جعلا قسمًا من شباب لبنان لا يكترثون بمن حولهم ولا يهتمون إلا بمتعهم الشخصيّة. وهذا مبدأ سيّء، وكثيرون منهم يتساءلون دائمًا، كيف أسعد نفسي في هذه الحياة؟ وما هي الأفكار التي تجلب لي المتعة؟.وقد تكون “عبادة الذات” هي من العادات السيّئة التي تسربت إلى عقول بعض أبناء وطني، وهي بالطبع ما كانت يومًا من تقاليدنا وعاداتنا.
وقد عززت الوحدة الإنطواء على الذات، كما عززت السعادة الوهمية المتعة الشخصية، وجعلت بعضهم يتنصلون من كلّ التزام.
وفي تجربة شخصيّة، وجدت أن المتعة هي بالعمل، وأن السعادة هي الشعور بالانجاز، كما أن السعادة في الحياة هي أن تعيش على طريقتك، وليس على طريقة الآخرين، والمتعة هي في اختيار طريق الله، والعيش وفقًا لها بسعادة .
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب؟” جزء 5
