Select Page

«السترات الصفر» تكبد فرنسا خسائر اقتصادية فادحة

«السترات الصفر» تكبد فرنسا خسائر اقتصادية فادحة

سيتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الشعب الفرنسي بخطاب اليوم يتحدث فيه عن كافة جوانب الحراك العنيف الذي قام به مؤيدو حركة «السترات الصفر» على مدى الأسابيع الأربعة الماضية.

وسيضمّن الرئيس خطابه أطر السياسة التي تراها إدارته مناسبة لإخراج فرنسا من النفق المظلم الذي وضعتها فيه عند نهاية كل أسبوع مسيرات «السترات الصفر»، برغم أن الحكومة ردت إيجاباً على المطلب الرئيسي للمتظاهرين وهو إلغاء الضريبة البيئية التي كان يُزمع فرضها على الوقود مطلع العام المقبل.

ويجد ماكرون نفسه تحت ضغوط مكثفة كي يثبت للمحتجين والغاضبين من أفراد شعبه أن حكومته التي اتهمت بالتعجرف واللامبالاة، تستمع إلى نبض الشارع لكنها في الوقت عينه تريد لهذه الفوضى التخريبية التي كلفت الاقتصاد الفرنسي (وفق تقديرات أصحاب الأعمال والمحال التجارية) أكثر من مليار يورو، أن تنتهي.

فبينما كانت السلطات الفرنسية تنظف شوارع البلاد من آثار سبت جهنمي آخر من توقيع ذوي «السترات الصفر»، كان وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لومير يحتسب الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها البلاد خلال الأسابيع الأربعة الماضية. وفيما لم تصدر وزارة المالية حتى الآن رقماً تقديرياً للخسائر، يتوقع أن يضمّن ماكرون خطابه المنتظر هذا الرقم.

ويتناول الرئيس الفرنسي أزمة «السترات الصفراء» في خطاب للأمة، على ما أعلن قصر الإليزيه. وقال مكتب ماكرون إنه سيوجه خطاباً للأمة الساعة السابعة مساء بتوقت غرينيتش، من دون مزيد من التفاصيل. وتوقعت وزيرة العمل مورييل بينيكو أن يُعلن الرئيس «إجراءات فورية وملموسة» رداً على الأزمة.

وكانت العاصمة باريس المدينة الأكثر تضرراً، إذ برغم أن الشرطة حرصت أول من أمس على منع حصول مزيد من العنف والدمار في الشانزليزيه، احتشد المتظاهرون في شوارع فرعية عدة خلفوا فيها أضراراً مادية جسيمة لم تحصل في الأسابيع الثلاثة السابقة مجتمعة. ونجمت معظم أعمال التدمير عن عصابات «الكاسورس» (المحطمين)، وأغلب هؤلاء يرتدون على وجوههم أقنعة ويتلثمون بالسواد. وتعتقد أجهزة الأمن الفرنسية أن أغلبهم من أنصار حزبي اليسار الراديكالي «فرنسا الأبية» واليمين المتطرف «التجمع الوطني» (سابقاً الجبهة الوطنية)، كما تبين خلال التحقيقات أن أغلب حسابات «فايسبوك» التي تحرّض على التظاهر بكثافة هي حسابات روسية المنشأ والأجندة.

وقدرت السلطات عدد المتظاهرين في شتى أنحاء البلاد أول من أمس بنحو 136 ألف شخص، وتعاملت معهم قوات الأمن الفرنسية باستخدام العربات المدرعة وخراطيم المياه والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. وتمكنت الأجهزة الأمنية الفرنسية أول من أمس من تقديم أداء أكثر حركة وتفاعلية مما كانت عليه الأمور في الأسابيع الماضية. وهذا ما دفع الرئيس الفرنسي إلى الخروج عن صمته والتغريد شاكراً الشرطة على أدائها بقوله «أشكر جميع القوى الأمنية التي تحركت السبت، لقد تحليتم بالشجاعة وقدمتم حرفية استثنائية في طريقة تعاملكم ميدانياً مع التظاهرات».

وبالإضافة إلى باريس سجلت أعمال عنف في التظاهرات التي سارت في كل من مارسيليا وبوردو وليون ونانت وديجون وتولوز. وألقت الشرطة القبض على 1723 شخصاً في شتى المناطق، منهم 1220 بقوا رهن الاحتجاز خلال عطلة نهاية الأسبوع، 900 منهم في باريس. وعدد الاعتقالات هذا السبت أكثر بأربعة أضعاف من عدد اعتقالات الأسبوع السابق. وتم تسجيل إصابة 264 شخصاً بجروح من بينهم 39 من رجال الشرطة وبعض الصحافيين. ووقع العديد من تلك الإصابات بسبب قيام قوات الأمن بإطلاق قنابل يدوية على الحشود.

وفي بوردو، كان هناك 44 اعتقالاً بعد اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين أصيب فيها 26 شخصاً، من بينهم رجل فقد يده بانفجار قنبلة يدوية. وفي تولوز، حيث أضرم المتظاهرون النار في المتاريس وألقوا عبوات مولوتوف على الشرطة، ألقت السلطات باللوم على عدة مئات من «الكاسورس» في أعمال العنف. وتُعتبر الخسائر السياحية والتجارية مضاعفة في مثل هذا الوقت من السنة – موسم أعياد الميلاد ورأس السنة. فقد أغلقت أشهر المتاجر الباريسية مثل «غاليري لافاييت، وبرينتان، وبي اتش في»، أبوابها بسبب الاحتجاجات.

وقال وزير المالية برونو لومير إن «الاضطرابات المدنية سببت كارثة لأعمالنا ولاقتصادنا». أضاف «إننا نعيش أزمة اجتماعية وديموقراطية ووطنية».

وزاد في غضب السلطات الفرنسية تعليق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الأحداث وإلقاؤه اللوم في ما يجري على اتفاقية باريس للمناخ التي وقعت أواخر عام 2015، فقد غرد ترامب قائلاً «إن اتفاقية باريس لا تعمل بشكل جيد لباريس. هناك احتجاجات وأعمال شغب في جميع أنحاء فرنسا». ولم تتأخر الحكومة الفرنسية في الرد على هذا الهجوم الترامبي فقال وزير الخارجية جان إيف لو دريان «أعتقد أن على الرئيس الأميركي الاهتمام بشؤونه الخاصة. نحن لا نتدخل في السياسة الأميركية الداخلية، ونريد أن يكون هذا الأمر متبادلاً».

وكانت الاحتجاجات التي أطلق عليها اسم «مسيرات السترات الصفر» اندلعت في 17 تشرين الثاني الفائت مطالبة بإلغاء ضريبة بيئية على الوقود، كانت إدارة ماكرون تسعى لفرضها على الفرنسيين ابتداء من مطلع العام المقبل. ولم تهدأ الحركة التي تحولت مسيراتها إلى أعمال عنف وتخريب بالرغم من إعلان رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب منتصف الأسبوع الفائت إلغاء تلك الضريبة الجديدة.

ووسعت حركة الاحتجاج أخيراً مطالبها التي أصبحت تشمل ضرورة الحد من الضرائب المرتفعة وارتفاع تكاليف المعيشة. ويعبّر المتظاهرون عن سخطهم على قادة البلاد «النخبويين والمتغطرسين». وحتى الآن بلغ عدد ضحايا هذه الاضطرابات 4 قتلى وأكثر من 1200 جريح بينهم نحو 250 شرطياً. وبرغم أن الحكومة الفرنسية حاولت التواصل مع قياديين وممثلين عن حركة «السترات الصفر»، إلا أن جميع المحادثات حتى الآن لم توصل إلى نتيجة، وذلك لأن الحركة ليس لها قيادة رسمية تتحدث باسم جميع المحتجين.
المستقبل

المنظر لحالو بيحكي! مطعم و كافيه قدموس كاسكادا مول تعنايل للحجز 81115115 ‏ Our Online Menu: https://menu.omegasoftware.ca/cadmus Website: www.cadmus-lb.com #Restaurant #Cafe #Lakeside #CascadaMall ‏#5Stars #Lebanon #International #Fusion #Cuisine ‏#Royal #Zahle #SendYourSelfie #Halal #Mediterranean ‏#Lebanesefood #holiday #cadmusrestocafe #food #foodphotoghrafy #delicious #ribs #family #isocertificate #lebanese #yummy #tasty #Cadmus #waffles #wings

 

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com