بقلم نقولا أبو فيصل “الارمن في مصر : “أرمينيا الأم التي ولَدت دون أن تربي ومصر رَبت دون أن تنجب
“من كتاب “أرمينيا موت وحياة تتجدد
Armenia death and life renewe
يعيش في مصر حوالي 4 آلاف أرمني في مدن القاهرة والإسكندرية ويعيش عدد قليل جداً في مدن المنصورة, طنطا, بورسعيد والمنيا , وفي مصر تكاد لا تشعر أن ذلك أرمني وهذا مصري أصلي بسبب التداخل الكبير بين الاثنين، هناك نجوم متلألئة في سماء الفن المصري من الأرمن صنعوا شهرة طاغية، واحبهم العرب مثل الفنانة نيللي، والفنانة فيروز التي اشتهرت باسم الطفلة المعجزة، والفنانة لبلبة، الفنانة ميمي جمال، والمطربة أنوشكا والفنانة ايمان “ليز سركسيان” ويقول رئيس تحرير مجلة “آريف” الأرمنية وتعني “الشمس” أن الارمن قد تبوأوا مكانة رفيعة في المجال الصحفي ، ومن مشاهيرهم رائد فن الكاريكتير السياسي السكندر صاروخان الذي عمل في صحف ومجلات “روز اليوسف وآخر ساعة وآخبار اليوم والعهد الجديد”، وكذلك الصحافي ايفون كريشيشيان. ويصدر الأرمن في مصر ثلاث صحف باللغة الأرمنية , منها صحيفتان يوميتان “آريف” و”هوسابير” وتعني باعث الأمل وصحيفة ثالثة أسبوعية “شاهامبيرن”وتعني حامل الشعلة
لا وجود لارمن مصر في الحياة السياسية حالياً لأن عددهم قليل جداً ولا يمثلون أي ثقل سياسي، أما تاريخياً فمنهم نوبار باشا أول رئيس وزراء مصري ، بالإضافة إلى أنهم احتكروا وزارة الخارجية طوال القرن التاسع عشر ، ومن أشهر هؤلاء الوزراء طغوس بيه يوسفيان، واسطوفان وديكران .عند ارمن مصر حنين لأرمينيا ولكن ليس لهم ولاء إلا لمصر لان أرمينيا بالنسبة لهم هي الأم التي وَلدت دون أن تربي، ومصر هي البلد التي ربت دون أن تنجب ، وطبيعي ان ينتمي الارمن إلى الاثنين ، والارمن لا يتزوجون غالباً إلا من جنسهم لانهم يحرصون على الحفاظ علي هويتهم ويخدمون في الجيش المصري شأنهم شأن كل المصريين وعاش أرمن مصر حياة مزدهرة في فترة الحكم الفاطمي فرئيس الوزراء بدر الدين الجمالي أصله ارمني، وكذلك ازدهرت حياتهم في عهد محمد علي باشا والي مصر الذي اتخذ منهم مترجمين ومساعدين له, ووفر لهم الأمان والرعاية, وكان منهم أول وزير خارجية في عهده هو بينحوسه بيكيوسفيان.
أدار الصرافون الأرمن الصر فخانة ” الخزانة” وكان يرأسها نائب كبير صرافي محمد علي, وكان صك النقود في مختلف الأزمنة حكراً على الأرمن، وبذلك تغلغلوا في زراعة وصناعة وتجارة مصر ،يعيش الفقراء منهم في حي شبرا, أما الاثرياء يتركزون في ضاحية مصر الجديدة وفي مدينة الإسكندرية يعيشون في شارع ابوالدرداء, في قسم اللبان، وعندهم مدرسة وكنيسة ، يعشق أرمن مصر كرة القدم وهم من مشجعي فريق الزمالك ويجيد معظمهم لغات عديدة الى جانب العربية والارمنية ولديهم عدة أندية اهمها “النادي الثقافي الأرمني ” ونادي “هوسابير” الثقافي والاجتماعي بجوار مسرح الهوسابير، ونادي “ارارت” ونادي “بزابست” في مصر الجديدة ونادي هومانتيد الرياضي ، وفي الإسكندرية نادي “ديكران يرجات” وهو أقدم نادي ارمني في مصر ونادي “مجك” الرياضي، و”ديكران يرجات” الثقافي في شارع ابوقير بالإبراهيمية ،يتلقى أبناء أرمن مصر تعليمهم في مدارس خاصة بهم من أشهرها مدرسة كلوسريان الأرمنية في ميدان التحرير القاهرة ومدرسة نوباريان ومدرسة الأرمن الكاثوليك في مصر الجديدة ومدرسة بوغسيان وهي الوحيدة في الإسكندرية, ولهم مستشفى في مصر الجديدة، ومستوصف ابكريان الذي يضم دارا ًلرعاية المسنين.
بحث نقولا ابو فيصل
