هل تدخل حكومة العهد بقدم السّعد وتحمل معها بشائر الخير؟
يبدو أنّ المشاورات الداخلية حول ملفّ تشكيل الحكومة قد بلغت ذروة حماوتها مع نهاية الاسبوع الفائت. وعلى مبدأ “دق الحديد وهو حامي” أوشك الرئيس المكلف سعد الحريري على الانتهاء من صيغة التأليف، ولا سيما أن العالم منشغل بقضية الصحافي المختفي جمال خاشقجي، الأمر الذي دفع بالحريري نحو تسديد رميته علّها تصيب الهدف في افضل توقيت!
وإذ كثر الحديث مؤخراً عن تراجع المفاوضات حول مسألة الحصص الوزارية، حيث ان المهلة المرتقبة التي وعد بها الرئيس سعد الحريري اصبحت “مطّاطة”، الا أن نهاية الاسبوع حملت معها تطورات جديدة في الملف الحكومي، ستكون آخر العقبات قبل الولادة.
وبعدما نشر “لبنان24” منذ حوالي الاسبوع تقريبا، أن العقدة الدرزية قد حلّت تماما ولم يتبقّ منها سوى الاتفاق على اسم الوزير الدرزي الذي سيكون من حصة رئيس الجمهورية، أعلن امس النائب طلال ارسلان تراجعه عن مطالبته بالتوزير والتوافق على احدى الشخصيات، والتي قد تكون، بحسب مصادر مطّلعة، القاضي عباس الحلبي، وما لقاء ارسلان بالرئيس المكلف سعد الحريري في “بيت الوسط”، واليوم لقاؤه الرئيس عون، سوى للتأكيد على تذليل العقبة الدرزية، وسيكون اللقاء الذي سيجمع بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط من جهة، ولقاء عون الحريري من جهة اخرى، هو آخر اللقاءات قبل اعلان التشكيل!
لقد اصبح من الواضح أنه قد جرى تذليل جميع العقبات التي كانت تعيق طريق التأليف ما عدا الدلال “القواتي” من حيث نوعية الحقائب الوزارية وليس عددها، وفي حين يبدو أنّ الاتفاق على اربع حقائب بات محسوما، افادت مصادر مقرّبة من “بيت الوسط” لـ”لبنان 24” ان “التيار الوطني الحر” قد ترك ما تبقّى من زمام الامور بيد الرئيس الحريري، وأطلق له سقف القرار في ما يتعلّق بعقدة “القوات”، مشيرا الى أن تجاوب الرئيس ميشال عون مع الخطوات الاخيرة من شأنه أن يؤدي الى ولادة متيسّرة في المدى القريب.
وفي سياق متصل، ترى اوساط سياسية ان هذه الحكومة ستحدث تغييراً جذريا في مبدأ تأليف الحكومات في لبنان. فمن حيث الشكل، فإن المعايير التي ستشكّل على اساسها ستصبح معيارا نسبيا لجميع الحكومات المقبلة، واما من حيث المضمون فإن صلاحيات الوزارات ستتبدّل، وسنشهد في المرحلة المقبلة على تعديل في مفهوم الحقيبة السيادية.
وإذ صرّح مصدر في “التيار الوطني الحر” لموقعنا ما “بين المزح والجد” بأن الوزير جبران باسيل سيتولى هذه المرة حقيبة وزير دولة، ليعلّم القوى السياسية كيف تتحول حقائب “الترضية” الى حقائب سيادية تلعب دورا اساسيا في حكومة العهد!
ولدى سؤالنا حول تولّي السيدة ميراي عون حقيبة وزارية في الحكومة المقبلة، ابتسم المصدر برضى، مشيرا الى ان لا شيء بعد محسوم!
نحن اليوم إذاً في الربع ساعة الاخيرة قبل اعلان ولادة حكومة لبنان، على أمل أن تدخل حكومة العهد بقدم السّعد وتحمل معها بشائر الخير لهذا الوطن!