العقدة السنية الى احتقان مذهبي في الشارع؟
المحصلة النهائية لأزمة تشكيل الحكومة تفضي الى توقعات متشائمة في ظل الاحتدام السياسي جراء استجرار العقد الواحدة تلو الاخرى. أقفلت المشاورات على ارباك مريع وسط انشداد القوى على مواقف متصلبة من شأنها ان تفتح المجال لفترة طويلة من الفراغ الحكومي بما لا طاقة للواقع اللبناني على احتماله.
رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أجرى جردة للثلث الاول من عهده على وقع الانتكاسة الكبيرة في تشكيل “حكومة العهد الاولى”، الامر الذي خيب الآمال من إمكانية تدارك الوضع والخروج بحكومة شرعية تواجه التحديات في المرحلة المقبلة، كذلك الرئيس المكلف سعد الحريري من جهته أقفل النقاش بما يختص بالعقدة السنية المستجدة، رافضا للبحث بأي حلول الامر الذي يساهم في زيادة التعقيدات ما قد يعيد الامور نحو نقطة الصفر.
حتى الان، طرح الرئيس الحريري بالاعتذار عن التأليف لم يتعدى عتبة التلويح فقط، ولكنه خيار وارد إذا لم يعمد اصحاب الطرح وتحديدا حزب الله من تسجيل تراجع ما في قضية تمثيل حلفائهم السنة طالما ان الرئيسين عون والحريري أبديا رفضا مطلقا لتوزير سني من حصتهما، وإلا فإن الامور لن تقف عند ابواب النكد السياسي المتنقل، ما يجعل طرح حزب الله يلامس الخطر الاحمر المتمثل بالتوتر المذهبي المنسحب على ارجاء العالم العربي، خصوصا وأن الاستقرار الداخلي شكل اولوية عند الحزب سابقا وقيادته بذلت جهودا كثيفة مع تيار المستقبل تحديدا هدا لتحييد لبنان “جحيم” الصراع المذهبي.
المقلق في عقدة “المقعد السني الموعود” يكمن بالاحتقان الذي خلفته مطالبة حزب الله منفردا تمثيل “سنة 8 آذار” ما سينقل الاحتقان من الاجواء السياسية صوب الشارع وليس من السهل التكهن بسبل تدارك الوضع فيما بعد، خصوصا وان مصادر في تيار المستقبل ابلغت المعنيين بأن إنتظار الحريري لن يستمر سوى ايام عديدة ما يعد تلميحا لخيار الاعتذار عن التأليف والذهاب نحو أزمة مفتوحة.
صحيح بأن الجهود منصبة الان على استمرار النقاش وعدم الوصول الى طريق مسدود ، خصوصا في ظل معطيات أولية عن حلول في جعبة الرئيس نبيه بري على غرار المعالجات التي جرت في العقد السابقة، مع مفارقة بأن العامل الزمني بات يثقل كاهل العهد بما لا يسمح من منح الكثير من المهل الزمنية.