آليات جديدة للحل تنتظر اجابات المعنيين
مع انصرام ستة اشهر على تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة في 24 ايار الماضي، ودخول هذه العملية شهرها السابع وسط دوامة العقدة الاحادية السنية، يبدو الرهان معقودا على جولة المشاورات الجديدة التي اطلقها وزير الخارجية جبران باسيل امس من عين التينة، في محاولة لتدوير الزوايا واجتراح صيغة توفيقية تلبي مطلب السنّة الستة ومن يقف خلفهم من قوى سياسية ولا تكسر الرئيس المكلف سعد الحريري بعد جردة حساب لنقاط التقارب والتباعد. وتتسم المحاولة الباسيلية المتجددة بدفع من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي ابدى استعدادا للمساعدة ودعا النواب السنّة الى عدم اغلاق الباب أمام المقترح الجديد من دون الدخول في التفاصيل حفاظاً على نجاح المبادرة.
الافكار تسير بالتوازي: وفي حين لم يظهر حتى الساعة أي تغيير جوهري في مواقف الافرقاء يشي بإمكان احداث الخرق المرجو، وعلى وقع التكتم الذي يحيط به التيار “أفكار” رئيسه، افادت مصادر مطّلعة “المركزية” أن بري وباسيل اتفقا على أن تسير الأفكار الثلاث بشكل متواز، علما أنها المرة الأولى التي يعرض فيها رئيس التيار “أفكارا” من شأنها تسهيل مهمة الرئيس المكلف. وبحسب المصادر، أجرى وزير الخارجية سلسلة اتصالات بعدد من الفرقاء بعيد انتهاء اجتماع عين التينة امس، وقبيل سفره إلى صربيا لمدة يومين، في انتظار الاجابات عليها من المعنيين، على ان يتابع من هناك تطورات مبادرته الهادفة إلى تسريع التشكيل. واكدت أن باسيل لا يمس بصلاحيات الرئيس المكلف تشكيل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية، ذلك ان تحركه هذا ينطلق من موقعه كرئيس لأكبر كتلة نيابية في المجلس الجديد، ومن باب حرصه على إقلاع العهد ونجاحه، بوصفه عهد جميع اللبنانيين، لا الرئيس ميشال عون ومناصريه، حصرا، معتبرة أن “القنص اليومي على مبادرة باسيل يأتي ممن لا يريدون للوضع الراهن أن يحل. لكن التحرك مستمر من منطلق الحرص على البلاد”.
بين عون والحريري: في وقت غابت اليوم الحركة على خط تذليل العقدة السنية بفعل وجود “لولبها” في صربيا، حضر الملف الحكومي في خلوة جمعت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري قبيل اجتماع المجلس الاعلى للدفاع، كما في المواقف السياسية.
لحكومة تتسع للجميع: فغداة استقباله رئيس التيار في عين التينة، جدد رئيس مجلس النواب في لقاء الاربعاء تأكيده “ضرورة العمل من أجل تشكيل الحكومة في اسرع وقت”، مشيرا الى “ان هناك محاولة واليات جديدة لحل هذه المسألة نأمل ان تؤدي الى النتائج المرجوة، خصوصا ان الجميع يدرك ان لا مناص من تأليف الحكومة لمواجهة كل المشاكل والاستحقاقات لاسيما الوضعين الاقتصادي والاجتماعي. وقال بري “ان البلاد لا يمكن ان تستمر على هذا الوضع، وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم والعمل من اجل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الجامعة التي تتسع للجميع والتي تقع على عاتقها مواجهة الاستحقاقات والمخاطر ومنها الوضع الاقتصادي الذي يبقى في اولى اهتماماتنا لما له من انعكاسات على الاوضاع المالية والاجتماعية والمعيشية”.
ملح وبهار: وعلى هامش لقاء الاربعاء، قال عضو “لبنان القوي” النائب حكمت ديب “لم يتم التطرق الى مضمون الافكار التي طرحها باسيل وهي قد تكون الحل المنطقي، والرئيس بري ساهم في وضع ملح وبهار على الافكار لاعطاء نكهة”.
التشاوري يتشدد: وفي حين افادت معلومات صحافية، أن بري دعا النواب السنة الى عدم اغلاق الباب أمام المقترح الجديد من دون الدخول في التفاصيل حفاظاً على نجاح المبادرة، بدا اللقاء التشاوري على تشدده. فقد اشار النائب الوليد سكرية الى “اننا ثابتون على موقفنا ومصرون على تمثيل أحدنا في الحكومة ولن نقبل الا بوزير منا ايا كانت الطروحات”. أما زميله في “اللقاء” النائب جهاد الصمد، فلفت الى ان “يمكن ان تتألف الحكومة اليوم اذا تنازل باسيل عن المطالبة بـ11 وزيراً وقبل بعشرة ونتمثل نحن بوزير في الحكومة”.
الحزب:لاعلاقة لنا!اما في المواقف، فكان بارزا كلام رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد اذ أكد فيه “ان حزب الله ليس طرفا في ازمة تشكيل الحكومة، وليس من مفتعلي الازمة على الاطلاق، وان الحل هو في التحاور مع النواب الستة السنّة”. ولفت “الى ان العناد والمكابرة لا يعالجان المشكلة، ومن ينتظر ان نغير موقفنا طالما ان هؤلاء النواب يريدون الاصرار على تمثيلهم في الحكومة بوزير سينتظر السماء، ونحن اهل الانتظار فمنذ 1300 سنه ننتظر ظهور امامنا المهدي، وجرّبوا معنا في استحقاق رئيس الجمهورية”. وتساءل “اذا كان العنوان الذي يطرحونه لتشكيل الحكومة هو عنوان حكومة الوحدة الوطنية، فينبغي على هكذا حكومة ان يتمثل فيها جميع من له حق التمثيل”… وقال “لاننا دعمنا حق هؤلاء في التمثيل، ووقفنا الى جانبهم اصبحنا نلام، وحاولوا تضليل الرأي العام في لبنان ان حزب الله هو الذي يعطل البلاد وكأنه لن يبقى حجر على حجر في البلد، وان الوضع الاقتصادي سينهار والعملة اللبنانية ستنخفض. ان انهيار اقتصاد البلد لا يتم في خلال اسبوعين، وانما وصل الاقتصاد الى مرحلة صعبة بسبب 30 سنة من حكمهم اغرقوا فيها البلاد بـ100 مليار دين، ونهبوا المال العام وهدموا مصالح الناس”.
تطمينات مالية: وليس بعيدا، كان الشأن المالي مدار بحث بين رئيس الجمهورية ووزير المال علي حسن خليل الذي وضع الرئيس عون في تفاصيل الاستحقاقات المالية المترتبة على لبنان. وبعد اللقاء، قال خليل “نمر بمرحلة تتطلب درجة اعلى من التنسيق بين القرار السياسي ووزارة المال والمصرف المركزي، وهو ما نحاول ان نتابعه في اسرع وقت كي لا يتأثر انتظام تأمين الاموال التي تحتاجها الخزينة”، مضيفا “كل ما يقال عن الرواتب والاجور ورواتب المتقاعدين والسلسلة، هو كلام اعلامي بعيد عن الحقيقة، والدولة ووزارة المال ملتزمتان بشكل كامل دفع المستحقات. ان لبنان، ومنعا للبلبلة، ملتزم ايضا بتسديد كل استحقاقاته من الديون، وهذا امر اعتدنا عليه خلال المرحلة الماضية ومستمرون فيه في المراحل المقبلة. في المقابل، لا انفي اننا امام تحد كبير جدا ناجم عن العوامل الداخلية والخارجية ايضا. في ما خص العامل الداخلي، وبشكل مجرد مرتبط بالوضع المالي والاقتصادي، من المهم بمكان الاسراع في تشكيل حكومة فالمسألة لم تعد مطلبا عاما او ترفا سياسيا بقدر ما هي اساسية بنيوية كي نستمر في المرحلة المقبلة”.
بخاري سفيرا: من جهة أخرى، وصل، إلى بيروت، السفير السعودي المعتمد لدى لبنان وليد عبد الله بخاري، بعد أن تم تعيينه رسميا من قبل المملكة العربية السعودية. وفي المناسبة، قال “أسأل المولى أن أكون عند حسن ظن قيادتنا الكريمة وان نستلهم من قيادتنا الرشيدة بحكمتها وتوجيهاتها العمل على تطوير أواصر التعاون المشترك بين المملكة ولبنان، وأن نسعى جميعا إلى الحفاظ على أمن واستقرار وسيادة لبنان”.
تصعيد روسي: دوليا، ورغم مسارعة العواصم الكبرى الى دعم اوكرانيا ورفع سيف “العقوبات” في وجه موسكو بعد احتجازها سفنا اوكرانية في بحر آزوف، واصلت روسيا اليوم تحدي خصومها. اذ نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن موسكو ستنشر أنظمة صواريخ أرض- جو جديدة من طراز إس-400 في شبه جزيرة القرم قريبا. واشارت وكالة الإعلام الروسية الى إن أنظمة إس-400 الجديدة ستصبح في طور التشغيل بحلول نهاية العام. وعشية انعقاد اجتماع مجموعة العشرين اواخر الجاري في الارجنتين كشف الرئيس الاميركي دونالد ترامب أنه قد يلغي اجتماعه المقرر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إثر حادث السفن الأوكرانية. وقال في حديث لصحيفة “واشنطن بوست” انه “قد لا يعقد الاجتماع” المزمع مع نظيره الروسي، مضيفا “لا يعجبني هذا العدوان،لا أريد العدوان بالمطلق، وأوروبا يجب أن ترفضه. في المقابل، أكد الكرملين أن التحضيرات للقاء الرئيسين لا تزال جارية، وأن اللقاء متفق عليه ولم يرد من واشنطن ما يفيد بغير ذلك