حدد الصفحة

الليطاني المنتفض في وجه جلاديه… حكايا عشق ومقاومة

الليطاني المنتفض في وجه جلاديه… حكايا عشق ومقاومة

أحمد كموني- المستقبل

استعاد الليطاني بعضاً من عافيته بفعل الطبيعة دون سواها، فمياهه لم تجمع شفتا ضفتيه فقط بل اجتاحت حقولاً زراعية توزعت جانبيه من منبعه المعروف بالعليق شمال البقاع حتى حوضه بين بلدتي القرعون وصغبين، فكانت لوحة قديمة متجددة عادة ما يرسمها الليطاني في مواسم الشتاء الواعدة.

أمس، شاهدنا نهرنا الذي اغتالوه عن سابق إصرار وفعل مارق، شاهدناه ينتفض في وجههم، يقذفهم بقذاراتهم، وأوساخهم، وقرفهم وإداراتهم، وبلدياتهم، وجمعياتهم المسماة بيئية بمظلات أممية، زعرناتهم الرسمية المقوننة، وارتكاباتهم في حوضيه (الأعلى والأدنى).

أمس رد إلينا (اليطاني)، نحن الذين رافقناه منذ تفتحت أعيننا على أقعوانيته الممسكة بالسهل من وسطه، وانسيابه الجنوبي الجميل والرائع، ومنذ حفرنا (سوياً) في الذاكرة والقلب وبيادر الخير حكايا عشق ومقاومة لا ينتهيان، رد الينا، اليه، بعض اعتبار، متأت من طبيعة تحاول جاهدة مقاومة أفعال سلطة مارقة وأكثر، سلطة توهمنا بقدرتها على افتعال المعجزات وتقف عاجزة عن وقف تعديات إن لم نقل إنها – التعديات والارتكابات البيئية – حدثت وتحدث برعايتها وحمايتها، وإن كان لدى «بابازاتها» رأي آخر، فليأتونا بشاهد غير الذي يحاصر واقع الليطاني وجيرانه من أمراض سرطانية وأوبئة وروائح كريهة ومكبات نفايات متمركزة في مجراه وعلى جانبيه.

وكما أسلافنا، نحن نقول، الليطاني ينظّف نفسه كل عام، يغتسل بماء الطبيعة الأزلي، يزيل من مجراه كل قاذورات السادة البلهاء، ويكشح عن ضفتيه (قيح) مرتكبي فضيحة شبكات الصرف الصحي وبرك الترسيب العامرة بالفضائح، ويخفف قدر تدفقاته من تراكم رمول وأتربة وصخور «بابازات» المقالع والكسارات والمرامل، ويذيب المستطاع من بقايا مكبات نفايات المجالس البلدية ومرجعياتهم.

ولعل أبلغ وصف نطلقه في مثل هذه الحالات على الليطاني، نحن أهل الريف المقهورين بفعل سياسة المركز «النهر حامل»، للدلالة على بلوغ مستوى المياه قمة ضفتيه وملامستها سقوف الجسور القائمة ما يعني أن مطراً إضافيا سيعجّل في «ولادته»، والولادة عادة ما تأتي على شاكلة مستنقعات تغمر الحقول المجاورة فيبتهج أصحابها من مزارعي القمح أو الخضر على السواء، وفي حالات نادرة تقتحم منازل بعض الأحياء السكنية القريبة من المجرى، وهذا كان في سالف العقود القريبة، وهو يتكرر اليوم حيث تحول سطح المجرى في أحد مقاطع الليطاني قرب بلدة جب جنين إلى ما يشبه بحيرة صغيرة جارية، ومثلها في رياق وبرالياس والمرج والمنصورة وغيرها، فهل يحسن من بيدهم السلطة كل السلطة استثمار لغة الطبيعة الغاضبة، فيسارعون إلى كف يد المرتكب كائناً من كان؟. هل يفعلون بحكم مسؤولياتهم خشية مثلاً من أن لا تتكرر هبة الطبيعة لليطاني في الشتاء المقبل؟ أم أن تغيير العادات صعب؟ نأمل أن يكون سهلاً.

المنظر لحالو بيحكي! مطعم و كافيه قدموس كاسكادا مول تعنايل للحجز 81115115 ‏ Our Online Menu: https://menu.omegasoftware.ca/cadmus Website: www.cadmus-lb.com #Restaurant #Cafe #Lakeside #CascadaMall ‏#5Stars #Lebanon #International #Fusion #Cuisine ‏#Royal #Zahle #SendYourSelfie #Halal #Mediterranean ‏#Lebanesefood #holiday #cadmusrestocafe #food #foodphotoghrafy #delicious #ribs #family #isocertificate #lebanese #yummy #tasty #Cadmus #waffles #wings

 

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com