زراعة أول رئة في لبنان
زار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني، المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، وتفقد السيدة التي خضعت لأول عملية زرع رئة في لبنان، واستمع من الفريق الطبي إلى شرح تقني لهذه العملية.
وقد استقبله رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، مدير المركز الطبي الدكتور زياد غزال، وكيل الشؤون الأكاديمية الدكتور محمد حراجلي، الى الطبيبين اللذين أجريا العملية الأستاذ المساعد في الجراحة في قسم جراحة القلب والصدر الدكتور جميل برجي وعاونه رئيس قسم جراحة القلب والصدر الدكتور بيار صفير ومجموعة من الأطباء العاملين في المركز الطبي.
ولفت بيان صادر عن المكتب الاعلامي في وزارة الصحة، الى ان “السيدة – لا ذكر لاسمها حرصا على الخصوصية – التي خضعت للعملية، تبلغ 42 عاما وكانت حياتها مهددة، إذ عانت من التليف الكيسي في مراحله النهائية، ما أجبرها على ملازمة منزلها خلال العامين المنصرمين والإعتماد على علاج الأوكسجين التكميلي. وقد أكدت في تصريح للصحافيين أنها كادت تموت، فيما عادت الآن إلى الحياة، موضحة أنها لم تكن تستطيع أن تمشي خطوة واحدة قبل أن ترتاح لتخطو خطوتها الثانية، إلى أن تبلغت أن الأمل بات ضعيفا لتكمل حياتها. أما الآن وبعد خضوعها للعملية فقد انقلب الوضع إيجابا وبشكل كبير جدا، وقالت إن وهب الأعضاء أمر مهم جدا، داعية الناس إلى التبرع بأعضائهم وإلى رعاية أكبر للتبرع بالأعضاء. وأوضحت أنها لم تتعرف على عائلة المتبرع، إنما تصلي له كثيرا، متوجهة بالشكر الى المستشفى والأطباء الذين ساعدوها ولم يتركوها حتى تمكنت من الوقوف مجددا وأمامها حياة جديدة وأمل جديد”.
وقال الوزير حاصباني: “إننا نشهد بالرغم من المصاعب التي نمر بها حدثا مهما وإيجابيا يتمثل بنجاح أول عملية زرع رئة في لبنان”. وهنأ حاصباني “الفريق الطبي في الجامعة الأميركية الذي يبقي لبنان في طليعة التقدم والتطور الطبي”، وقال: “لدينا مؤسسات نفخر بأعمالها التي تسهم في صمود لبنان في مواجهة كل التحديات وارتقاء قطاعه الصحي إلى الموقع الأول في الشرق الأوسط”.
اضاف: “إن هذه العملية لدليل كبير على أن قطاعنا الصحي متطور جدا ومعافى”، متمنيا من الإعلام “تسليط الضوء على هذه النجاحات التي يحققها أشخاص كانوا يستطيعون تحقيقها خارج لبنان، لكنهم قرروا البقاء فيه ودعمه بإنجازاتهم”، شاكرا وسائل الإعلام “التي تولي اهتماما بهذا الحدث، لأنه يظهر صمود لبنان وصورته الحقيقية العلمية والفكرية والإنسانية والحضارية الناجحة”.
وشدد الوزير حاصباني على أنه “من المهم جدا أن يتذكر الناس أهمية وهب الأعضاء الذي يمنح الحياة لشخص آخر”، داعيا إلى “عدم التردد والخوف، بل التقدم لوهب الأعضاء ليتجدد الأمل لدى من هو بحاجة ويعيش حياته كاملة”.
ثم تحدث الدكتور برجي، فأوضح أن “العملية لم تكن لتحصل لولا دعم وزارة الصحة العامة والمركز الطبي في الجامعة الأميركية”، ولفت إلى أن “تحضيرها استغرق فترة طويلة”، متوجها بالشكر الكبير الى “المريض الذي قرر وهب أعضائه بعد وفاته، وموافقة عائلته على هذا الإجراء”. كما شكر “جمعية وهب الأعضاء برئاسة الدكتور اسطفان لقيام الجمعية بجهد كبير لنشر ثقافة وهب الأعضاء”، مؤكدا أن “زراعة الرئتين في لبنان باتت فرصة لمن لديه فشل نهائي في وظيفة الرئة”.
بدوره، قال الدكتور فضلو خوري: “اننا مسرورون لنجاح المركز الطبي في الجامعة الأميركية في تجديد حياة سيدة في مقتبل العمر وخلاصها من الموت المحتم”، مؤكدا “إلتزام الجامعة في مساعدة الناس على تحقيق آمالهم”، مؤكدا أن “الإستمرار في تقديم الإنجازات يجعل مستقبل بلدنا أفضل وعابقا بالأمل”.
كما أوضح بيان صادر عن المركز الطبي في الجامعة أن “الإجراء المتطور أتاح إعطاء المريضة (42 عاما) التي كانت تعاني من حالة تهدد حياتها وتقصر عمرها إلى أقل من عام واحد أملا جديدا بالحياة. وبفضل سبع ساعات في غرفة العمليات، تمكنت المريضة من الخضوع لزراعة رئتين بنجاح وعند امتثالها للشفاء تمكنت من الخروج من المركز الطبي.
أجرى العملية الأستاذ المساعد في الجراحة في قسم جراحة القلب والصدر الدكتور جميل برجي وعاونه رئيس قسم جراحة القلب والصدر الدكتور بيار صفير. وقد تطلب نجاح الإجراء مشاركة فريق متعدد التخصصات في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت تضمن إختصاصيين في التخدير، أمراض الرئة، قسم المناعة، قسم الصيدلة وعلاج الأمراض المعدية. وتولى تشخيص حالة المريضة فريق زراعة الرئة في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت وتم إدراجها على لائحة الإنتظار التابعة لللجنة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة (NOOD) منذ تشرين الأول العام 2018. وتظافرت جهود المركز الطبي ووزارة الصحة العامة لدعم هذا الإجراء”.
ولفت البيان الى ان هذه المبادرة “تهدف إلى توفير المساعدة وتحسين نوعية الحياة للمرضى المعرضين لخطر فقدان حياتهم بسبب أمراض الرئة المستعصية. وهي تحث الجميع على بذل المزيد من الجهود لابتكار العلاجات المتطورة في مجال زراعة الأعضاء مع الإضاءة على أهمية وهب الأعضاء”.