جنبلاط استقبل هولاند في المختارة: لن ننسى وقفتك وتضامنك معنا
شهد قصر المختارة اليوم، حدثا استثنائيا تمثل بزيارة الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا هولاند، يرافقه سفير فرنسا برونو فوشيه، حيث استقبله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يحيط به رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط ونورا وداليا جنبلاط.
وأدت ثلة من افواج الكشاف التقدمي التحية للضيف الذي شارك في استقباله: ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب سيمون ابي رميا، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري محمود بري، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري النائب محمد الحجار، الرئيس ميشال سليمان، الرئيس تمام سلام، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المطران بولس مطر، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، وزير الصناعة وائل ابو فاعور، سفيرة الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسن، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، النواب: مروان حماده، نعمة طعمة، بلال عبدالله، هنري حلو، فيصل الصايغ، فريد البستاني ونديم الجميل، رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب السابق دوري شمعون، النواب السابقون: غازي العريضي، علاء ترو، ايلي عون، انطوان سعد، فارس سعيد، صلاح حنين، ايمن شقير، جان اوغاسابيان، عاطف مجدلاني، نبيل دو فريج ونايلة تويني يرافقها الاعلامي مالك مكتبي، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين على رأس وفد من قضاة المجلس المذهبي، رئيس مؤسسة “العرفان” التوحيدية الشيخ علي زين الدين على رأس وفد من المؤسسة، راعيا ابرشيتي صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار وللروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة حداد.
كما حضر القاضي رياض ابو غيدا، قائمقام الشوف مرلين قهوجي، قائد الشرطة القضائية العميد اسامة عبد الملك، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي زياد الحجار والاتحاد الجنوبي جورج مخول، رئيس اتحاد بلديات الشوف السويجاني يحيى ابو كروم واتحاد الشوف الاعلى جورج عشي، وعدد كبير من رؤساء بلديات الشوف، رئيس حزب “الكتلة الوطنية” بيار عيسى وعميدها السابق كارلوس اده، نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور كمال معوض وأمين السر العام ظافر ناصر ومفوض الخارجية زاهر رعد وعدد من أعضاء مجلس القيادة والمفوضين ووكلاء الداخلية مستشار النائب جنبلاط حسام حرب، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، رؤساء الاركان السابقون: رياض تقي الدين، سمير القاضي، شوقي المصري، وليد سلمان وحاتم ملاك، رئيس مجلس ادارة محطة MTV ميشال المر، رئيس رابطة خريجي الاعلام عامر مشموشي، العميد الركن امين العرم، العلامة محمد مهدي الامين، توفيق سلطان، رئيس رابطة مخاتير الشوف صلاح مرامي واعضاء الرابطة، وشخصيات أمنية وحزبية وروحية وبلدية واختيارية.
جنبلاط
استهل الاحتفال بالنشيدين الوطني والفرنسي، ثم تحدث جنبلاط بالفرنسية والعربية، فقال: “السيد الرئيس فرنسوا هولاند والصديق الكبير، نرحب بكم في المختارة، في هذه الجمعة المتعددة والمتنوعة، التي هي عنوان الجبل وعنوان الوطن لبنان. شاءت الظروف ان تكون معنا اليوم في شهر آذار، منذ اربعين عاما كما تعلمون، وفي شهر آذار كان اغتيال كمال جنبلاط، وكان حمام الدم الذي قضى فيه المئات من المواطنين المسيحيين الابرياء. أما وقد وصلت شخصيا بعد الخريف الى شتاء العمر، أوصي تيمور واصلان والعزيزة داليا بأن يحفظوا المختارة عنوانا للتلاقي والاعتدال، وأن تبقى المختارة ملجئا للمحتاجين والمضطهدين على مر العصور وان يرفعوا عاليا مشعل الحرية والحداثة والاشتراكية، مشعل كمال جنبلاط”.
أضاف: “شاء القدر ان تكون معنا في آذار منذ اربعة عشر عاما، ومع الشعب اللبناني، في انتفاضته من اجل الحرية والكرامة وفي مواجهة الهيمنة والاجرام، لن ننسى وقفتك معنا، ولن ينسى الشعب اللبناني تضامنك وتضامن الحزب الاشتراكي الفرنسي معه”.
وتابع: “في آذار منذ ثماني سنوات انتفض اطفال درعا، ولاحقا انتفض الشعب السوري بأسره، ولكن النظام اغرق السوريين بالدم، والتعذيب، والخطف، والتدمير والموت، ولا يزال رافضا الاعتراف بحق شعب بأسره في الحرية والكرامة. وكنت يا سيادة الرئيس، الرئيس الوحيد الى جانب الشعب السوري، بعد ان سقطت الخطوط الحمراء لأوباما ورسمت مع الأسف خطوط حمراء أخرى. بالأمس كنت واضحا حول فلسطين حيث لا آذار ولا أيار، حيث مأساة منذ اكثر من مئة عام، لكن فلسطين ستتحرر”.
وختم: “باسمي وباسم مصالحة الجبل التي رعاها كبير من بلادي البطريرك صفير عام 2001 وتابع مسيرتها البطريرك الراعي، وباسم عائلتي وباسم الحزب الاشتراكي، نرحب بك في المختارة ضيفا وصديقا ورفيقا اليوم وفي كل يوم”.
هولاند
بدوره، قال هولاند: “أشعر بامتنان كبير لهذا الترحيب الحار في المختارة بوجود كل السلطات السياسية، والدينية، والعديد من السفراء الذين تكبدوا عناء المجيء الى هنا”.
أضاف: “إن شهر آذار بالنسبة للشعب اللبناني هو طبعا شهر حافل بالتذكارات والذكريات والمعاناة. عندما كنت طالبا يافعا، ما زلت اذكر وفاة والدك وتلك الصدمة التي أثارتها ليس فقط في لبنان بل في الخارج أيضا. أعلم بأنك عرفت ايضا المعاناة وظروفا صعبة اخرى لا سيما اغتيال رفيق الحريري، وقد جئت على رأس وفد من الحزب الاشتراكي للاعراب عن تضامني. يجب المحافظة على الذاكرة وان نكون في الوقت عينه قادرين على المضي قدما وهذا ما تقومون به في لبنان. أنتم لم تنسوا شيئا وما زلتم تحافظون على الذاكرة، وانتم قادرون على التحضير للمستقبل. بعد ان توليت قيادة فرنسا اريد ان اقول انكم تمثلون للعالم رمزا، بل نموذجا، في منطقة تعصف بها الحروب والتوترات والنزاعات والصراعات، انتم نجحتم في ارساء السلام والامن والوحدة، فحافظوا على هذه القيم بشكل جيد، فبالنسبة للعديد من الشعوب التي تعاني، أنتم تشكلون لهم مصدرا للامل”.
وتابع: “ما زلتم تحملون عبء اللاجئين والنازحين وتقومون بذلك باسم قيمكم وباسم الاسرة الدولية، لهذا السبب فإن فرنسا وكذلك الاسرة الدولية يجب ان تكون الى جانبكم في هذه الاوقات، لأن لبنان يقوم بجهود جبارة ويجب مساعدته ودعمه لتتمكنوا من تأمين تنميتكم”.
وتوجه الى جنبلاط بالقول: “أنت ذكرت بالخيار الذي أخذ ضد الارهاب، وهذا امر مطلوب ومفروض، وكل ما يحصل في هذه المنطقة يؤثر في العالم بأسره، فحتى فرنسا عصف بها الارهاب وضربها بسبب النزاع القائم في سوريا والعراق. لذلك يجب ان نناضل ضد كل اشكال الارهاب والتأثيرات الخارجية التي تؤدي إليه”.
أضاف: “خلال ولايتي منذ خمس سنوات، عملنا معا على النضال ضد كل مصادر النزاع، وعندما تقتضي الحاجة يجب التدخل قبل فوات الأوان. ونحن نذكر بكل ما فعلناه من اجل لبنان، ونكرر صوت فرنسا، وأنا متأكد من أن الرئيس ماكرون يسير على الخطى عينها من اجل الحفاظ على وحدة لبنان وسيادته”.
وتابع: “كونوا على ثقة بأن الشعب الفرنسي يقف دائما الى جانبكم ونحن نعرف ما تقومون به من اجل الثقافة واللغة الفرنسيتين وقيم الجمهورية، وعندما نغني النشيد الوطني الفرنسي نعرف بأنكم تنتمون الى هذه المجموعة من القيم، ففرنسا قائمة من خلال مواقفها وقدرتها على التنمية والنمو وكذلك من خلال ثقافتها، فشكرا للعب دوركم بالكامل”.
وختم: “شكرا للصداقة بين لبنان وفرنسا، وطبعا هناك الصداقة الشخصية بيني وبين وليد جنبلاط، فهي تعكس طبعا الصداقة بين الشعبين اللبناني والفرنسي”.
درع
بعد ذلك، قدم جنبلاط الى هولاند درع مئوية كمال جنبلاط، ثم انتقل الجميع الى مأدبة غداء أقامها جنبلاط على شرف ضيفه.