قريتي… أقلام واعدة
*بقلم إميلي مغامس
قريتي هي محطة انطلاقي وولادتي، هي مسرح ألعابي وبحر ذكرياتي. هي قريةٌ صغيرة تضوع فيها المحبة وطيبة القلب، ويسكنها أناسٌ يعشقون الهدوء والسلام.
ينبلج فجرها نقيا صافيا كليرةٍ ذهبية تشرقُ من خلف الجبال المسننة، تعانق الصخور والوديان. تتدلى كعناقيد كروم وما فيها من حبيبات زمردية حمراء وصفراء، تراها فيسيل لعابك قبل أن يسيل عصير الحبة في فمك. وتنتقل الى أول القرية لترى بيوتاً منها ما هو صغير ومنها ما هو كبير.
تكمل طريقك وتمشي على طرقاتٍ حولها الحقول الخضراء المليئة بشتّى أنواع النباتات والأشجار الباسقة. بعدها تصل الى عمق قريتنا حيث يقبع بابٌ مفتوحٌ على مصراعيه لكلّ زائرٍ غريبٍ أو قريب، تدخل منه فتصل الى بيتٍ من بيوت الله ومضجع للتوحيد والإيمان، إنّه مقامُ الشيخ الفاضل رضي الله عنه وألف رحمةٍ على روحه الطاهرة، هذا المقام هو بركة قريتنا ومنبع فخرٍ واعتزازٍ لنا ولذوينا.
هناك تقف شجرة سنديان ممتدة الأغصان وقفة عزٍ وصمود، تحط على غصونها الميادة الوارفة الظلال عصافيرٌ متعددة الأنواع والألوان. جذورها تتشابك في العميق من التراب ، تمتدُّ تحت الارض وتتشبث بها كعاشقين لا يفترقان. جذعها ضخمٌ وطويل، أوراقها خضراء لامعة يمرُّ من خلالها نسيمٌ عليل يلفحنا، فيبعث فينا اجمل شعور وأرق احساس بجمال المكان وروعة وسحر الطبيعة بأبهى صورها.
ولن تكون النهاية في أعلى ضيعتنا عند مفارق وزواريب وطرقاتٍ جميلةٍ وبيوتٍ متواضعةٍ على جنباتها، تحيي أهلها الطيبين القانعين ببساطة العيش وشغفه، فتراهم يردون التحية بابتسامة وفرح ويفتحون بيوتهم بوجوهٍ تسكنها البشاشة ، وقلوبٍ تفيض فرحا وحبا وكرما وحسن ضيافة.
إنّها قريتي، حيثُ ولدت وعشت وتربيت، في كنفها تعرفت على أصدقائي وأحبابي وأقاربي. ورغم صغرها وتواضعها تبقى الأجمل والأبهى في عيني، تبقى ملاذي الآمن، وفخري واعتزازي.
*تلميذة في الصف الثامن الأساسي
يخصّص موقع اليومية مساحة لنشر ما تبدعه أقلام الموهوبين تشجيعا لابداعاتهم الأدبية والفنية.