القضيَّة اللُّبنانيّة في الفاتيكان العيش الواحد وحقوق الإنسان والتعدُّديّة والحريَّات
ليس يوم لبنان في الفاتيكان وليد السَّاعة، ولا هُوَ نتيجة التطوُّرات الدراماتيكيّة الخطيرة في الأشهُر الأخيرة. منذ العامّ 1997، والسينودس الخاصّ وإرشاده الرَّسولي: “رجاء جديد للُبنان”، كان استِشعارٌ لمخاضٍ كيانيّ سياديّ يتهدَّد وطنَ الرِّسالة. وانطِلاقاً من هذا الإرشاد الذي وُضِعَ جانِباً كما الدُّستور الفاتيكان يتحرَّك بناءً على معطياتٍ دقيقة في ما اُعِدَّ للشَّعْبِ اللُّبناني من مأساةٍ مُمَنْهَجة.
المدير التَّنفيذي لـ “ملتقى التأثير المدني” زياد الصّائغ يُشير، وفي حديث خاصّ لموقع mtv، إلى أنَّ “عناية الكُرسيّ الرَّسوليّ بلُبنان تاريخيَّة، وتستنِد إلى قِيَم العيش الواحِد المسيحيّ – الإسلاميّ في مواطنة حاضِنةٍ للتنوّع، وحقوق الإنسان، واحتِرام التعدُّديّة، وصون الحريّات. وما كلامُ البابا فرنسيس في أيلول 2020 عن أنَّ لبنان في خطر داهِم سوى تأكيدٍ على التنبّه للمحاذير التَّدميريّة لهُويّتِه الفريدة، أتبعه برسائل عديدة واضحة وقاسِية، كان آخِرُها ما وجهّه لرئيس الجمهوريّة، وفيه رمزيّة لاهوتيّة مقارنة بين النّوُر والظّلمة، والموت والقِيامة، ومن المُلِحّ فَهْم دِقَّة هذه الرّمزيّة الحامِلة لتأنيبٍ وامتِعاض من مسارٍ حَمَل في استراتيجيّته حِلْف أقليّات إنتِحاريّ. وقد قال أمين سرّ الدّولة الكاردينال بييترو بارولين في زيارته إلى لبنان أيضاً عقب تفجير مرفأ بيروت إلى الشّعب اللّبناني إنّكم لستُم وحدكم، وهذا دليل ساطع على هذه العناية الفائقة”.
ويُضيفُ الصَّائِغ: “منذ أيّار 2020 رفع الفاتيكان الخطر على لُبْنان إلى الكيانيّ، وكان عَمَلٌ دقيق لاستيضاح معالم الخطر وخلفيّاته، ما أثمَر ديناميّة فاتيكانيّة – غربيّة – عربيّة في صميمها الولايات المتّحدة الأميركيّة، والاتّحاد الأوروبي، والأمم المتّحدة، وجامعة الدّول العربيّة، وفي محوريّة هؤلاء مجموعة الدَّعم الدّوليّة الخاصّة بلُبنان، ديناميّة أعادَت لُبْنان إلى الأولويّة الإنقاذيّة من باب تمثيله رُكناً أساسيّاً في السَّلام والأمن الإقليمي والدَّولي، من بوَّابة السِّمات النبويّة لهويّته التعدّديّة، وفرادة العيش الواحِد فيه، وفي هذا نِقاشٌ عالميّ في أفْضَل نموذجٍ لإدارة التعدّديّة”.
وإذ يعتبر الصّائغ أنّ ” اللّقاء اليّوْم مسيحيّ مسكونيّ يُشارك فيه رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة، والأرثوذوكسيّة، والأرثوذوكسيّة الشرقيّة، والإنجيليّة، لكنَّ الرِّسالة فيه وطنيّة، وسيَتبَع هذا لقاءاتٌ أخرى على كثيرٌ من الرَّمزيّة الزجريّة في مُواجهة من هُو مصمِّمٌ على اغتيال لبنان هويَّة ودَوراً ورسالة”.
ويَخْتُم الصّائِغ بمُعادلة أنّ: “ملتقى التأثير المدني يضطلع بمواكبة دقيقة لمبادرة الكرسي الرَّسولي وقد وجَّه رسالة متكاملة عن القضيّة اللّبنانيّة إلى قداسة البابا فرنسيس، والكاردينال بارولين، للمُساهمة في الإعداد للقاء الأوّل من تمّوز وما سيَليه، إذ هناك من على الصَّخْرة الثّابتة في رسالة الأنسنة والنّور والحقّ، من الفاتيكان تصويب البُوْصلة الكيانيّة وتحرير لبنان من الظُلمة والظّلاميّين. والخَوْف، على عكسِ ما سوَّقه البعض، ليس على المسيحيّين، بل من بعض خياراتِ بعض هؤلاء الكارثيّة مع حلفاء لهُم من كُلّ الطّوائف، وقد خرجوا عن الثّوابت التّاريخيّة. هي بداية التّصويب والمُهمّ الثّبات في الحقّ”.
MTV
