شباب لبنان فوق اختبار فحص الدم بالوطنية
بقلم : نقولا أبو فيصل*
معظم احزاب الوطن العربي تدين بالولاء للخارج ، ولكن بعض هذه الاحزاب تذهب الى حد الافراط في الولاء ، وبعضها الاخر يحاول أن يوازن بين الولاء للخارج والولاء للوطن.
سيدنا بشارة الراعي له رأي في ذلك ، حين يقول :” إن طريق الخلاص مرسوم ولا ينقصه سوى فعل شجعان يتميزون بفكر وطني محرر من الولاء للخارج ” أما لدعاة فوضى الحرية فرأي أخر حيث يرون أن الولاء للوطن هو عبودية وإذلال في حين أن الولاء للخارج هو حرية رأي وتعبير ، وفي ذلك خير مثال حين تغطى خيانة الاوطان بالمصطلحات.
في كتاب” اوراق لبنانية” يروي يوسف ابراهيم يزبك أن بعض القناصل كانوا يتقاسمون حماية اللبنانيين في جبل لبنان في عهد المتصرفية بين الاعوام 1861- 1914 ، حيث ان قنصل فرنسا كان يحمي الموارنة وقنصل انكلترا كان يحمي الدروز، وكان الروم الارثوذكس تحت حماية القنصل الروسي انذاك ، ويروى ان الشيعة كانوا تحت حماية “العجم” ، وكان لهم قنصلا في صيدا هو عبدالله بك عسيران والد المرحوم الرئيس عادل عسيران ، وعليه فالولاء للخارج هو قديم ويبدو ان الشفاء منه صعب .
إن إخضاع الشباب اللبناني الجديد لاختبار الولاء للوطن وفحص دم بالوطنية عند كل أزمة اقليمية تمر بها المنطقة ، ليس مجديًا ،وهم في الاساس فوق اختبار الولاء للبنان ، وقد أثبتوا ذلك من خلال نجاحاتهم في الانتشار اللبناني حول العالم ، والافتخار في كل المحافل العالمية بلبنانيتهم اولا ، وقد ضحوا كثيرا خلال هذه الازمة القاسية من خلال مساندة اهلهم وابناء وطنهم بالمال والدواء والاحتضان في سبيل اتقاء شر اذلالهم .
ختاما ومن تجربتي الشخصية ، فإن لبنان علمني ان اكون وفيًا له ، وعلمني حب الوطن أن الاولوية في الولاء له ، ولا مجال للقبول بغير ذلك .
*كاتب ورئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية رئيس تجمع صناعيي البقاع