بين البحبوحة المزيفة والاستهلاك المتوحش …سلطة تبيع الاوهام …
نقولا أبو فيصل*
قد يكون فيروس كورونا قد ساهم بشكل فعال في إعادة الاقتصاد العالمي الى اساسياته حيث ثبت ان لا قيمة لاي دولة اقامت ناطحات السحاب او المدن الترفيهية وما شابه طالما هي ضعيفة في الأمن الغذائي وفي انتاج المستلزمات الطبية والاستشفائية، لذا وجب على الحكومة اللبنانية الجديدة ان تلحظ في بيانها الوزاري رؤية جديدة لدعم الزراعة والصناعة لنتمكن من تحقيق اكتفاء ذاتي في البلاد ، كذلك الاسراع فورًا في الغاء جميع العقبات والاجازات المسبقة التي تعيق التصدير والاستعانة بخبرات المدراء العامين الذين نشهد لهم بالكفاءة وعدم تعيين مستشارين جدد لهم لأن وجودهم مزعج للادارة ولموظفي الوزارات ولا يخدم الوطن ولن يساهم في رفع مستوى الاقتصاد الوطني .
ربما الانفتاح الإقتصادي لم يكن فقاعة بالمفهوم العام بقدر ما كان نتيجة فرضتها العولمة والنظام الدولي منذ بدايات تسعينات القرن الماضي ، ولعل من سنن الله في الكون ان لا يُبقي الدول على حالها بل تدفع المتغيرات ببعضها صعودًا آو انحدارًا ،ومن خلال جائحة كورونا تأكد أهمية الاستثمار المستقبلي في التنمية البشرية وقطاعات الانتاج الزراعي والتصنيع الغذائي ، وأن هالة الانفتاح على الاسواق العالمية كانت مجرد فقاعه اقتصادية.
مَثل قروي كان يضرب قديمًا وهو :
“يا ابونا فيك تضحك على الخورية وما فيك تضحك على الرعية” نحن نعرف ان حياة البحبوحة التي عشناها كانت مزيّفة وكان هناك تأجيل اعلان الحقيقة لسنوات ، نعم كنا نعيش كذبة وما حصل من انهيار اقتصادي كان حتميًا ، وكانت ستدفع الاجيال القادمة ثمنًا باهظًا لذلك ، الى ان حصل الانفجار الكبير والكارثة المالية والاقتصادية . نعم سعر صرف الدولار الاميركي لم يكن ١٥٠٠ ليرة حقيقيًا ،كما كان يكذب الابونا على الرعية ، نعم يجب ان نعترف انه يعيش في لبنان سلطة وجودها وتاريخها مرتبط بالدمار والفشل تبيع الاوهام لشعب وهو يهديها المناصب والكراسي .
*خبير اقتصادي ،كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية