بابٌ وحيد للحلّ وإلا الارتطام في الفصل الأول من ٢٠٢٢
كتب داني حداد في موقع mtv:
لا يمكن تحميل مبادرة اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في حضرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكثر ممّا تحتمل. مفعول الاتصال انتهى في اليوم نفسه.
ليست السعوديّة، حتى إشعارٍ آخر، في وارد تغيير موقفها تجاه لبنان. ليس لبنان، حاليّاً، ضمن أولويّات المملكة. هو “وجعة رأس”، بينما يبحث بن سلمان عن سبل تأمين حلولٍ لمشاكل خارجيّة عدّة تواجهه، على رأسها العلاقة مع إدارة جو بايدن.
لا بل أنّ اتصال ماكرون بميقاتي لم يخلُ من السلبيّة من وجهة نظر البعض الذي رأى فيه استعادة لثنائيّة جاك شيراك – رفيق الحريري، حيث تتخطّى المصالح الشخصيّة البروتوكول والأصول والأعراف. كان على ماكرون أن يتّصل بالرئيس ميشال عون، وليس بميقاتي.
ولكن، إذا تجاوزنا هذا الأمر، وهو ليس تفصيلاً كما قد يعتقد البعض، فإنّ البناء على هذا الاتصال للحديث عن انفراجاتٍ في المشهد اللبناني، سياسيّاً واقتصاديّاً، هو أمر بعيد جدّاً عن الواقع.
الانفراج الوحيد الذي قد يحصل في لبنان يملك عنواناً واحداً، لا غير، هو ترسيم الحدود البحريّة.
يشكّل هذا الملف الباب الوحيد الذي ستدخل منه الحلول للأزمات، تباعاً، بينما الإبقاء على هذا الباب مقفلاً سيعني المزيد من الانهيار الذي قد يبلغ مرحلة الارتطام الكبير في الفصل الأول من العام المقبل.
يريد الأميركيّون إنهاء ملف ترسيم الحدود قبل الانتخابات النيابيّة، بينما لا يجاريهم المسؤولون اللبنانيّون الذين يتعاملون مع هذا الملف من باب المصلحة الشخصيّة والمكسب السياسي. الرئيس ميشال عون يريده وسيلةً لرفع العقوبات عن النائب جبران باسيل. الرئيس نجيب ميقاتي يريد استخدامه لضمان عودته الى رئاسة الحكومة. حزب الله يربطه بالمسألة الإقليميّة، ويعتبره خطوة أولى في مسيرة طويلة تقود نحو التطبيع.
من هنا، فإنّ نجاح ملف ترسيم الحدود أو عدمه سيكون الحدّ الفاصل بين بداية الخروج من القعر أو الارتطام الفعلي. الأميركيّون “ما بيمزحوا”، يقول أحد المتابعين لهذا الملف. إن لم نلبِّ ما يريدونه في الترسيم، ستتوالى المصائب علينا، خصوصاً على الصعيد المالي.